أكّد أستاذ الأدب العربي، إبراهيم جرفور قي تصريح لجريدة «الشعب» أنّ ما قدّمه الأديب الجزائري رشيد بوجدرة، على مدى 50 سنة للرواية الجزائرية والعربية بصفة عامة، الكثير من التمييز والرقي ممّا جعلها وأهّلها لمواكبة مثيلاتها في العالم.
يضيف إبراهيم جرفور، واصفا الروائي بوجدرة بالكاتب الذي لا يشق له غبار حسبه، نظرا لما تتّسم به كتاباته من تلاحق تدريجي للوعي، فهي تحمل تطورا تاريخيا للقصة أو الرواية أو أي فن من الفنون التي يكتب فيها، بحيث أن القارئ يفهمها من بدايتها، عن طريق البعد الزمني للقصة، ضاربا في أعماق التاريخ، مما يجعل القارئ مستوعب لها، وهذا حسبه قد يكون إنطلاق من مرحلة الطفولة والصغر.
رغم الضجة التي يثيرها خلال تصريحاته، وتفكيره الإيديولوجي، يؤكّد جرفور أن صاحب رائعة (سنين الجمر) يبين و يبرز في كل مرة من خلال كتاباته، مدى سعة الفضاء الذي تستطيع اللغة العربية أن تطاله بفضل تمكّنه وتحكّمه من لغة الضاد، كأنّه مخاطبا العالم العربي إمكانية قابليتها للتجديد.
كما تتّسم كتاباته الأدبية بالاندماج الذاتي في الموضوع، بإبراز شخصيته، فالقارئ يمكنه لمس وإحساس الحالة التي هو عليها لحظة كتابته للقصة، كما يتميز بالتشبع بالمعرفة العلمية والعمق الفلسفي، مبرزا بعض الآراء التي تحتاج إلى تحليل، فكتاباته لا تخلو من فوائد تشبع فكر القارئ، غالبا ما يكون القارئ لأول مرة يطلع عليها، نظرا لسعة فكره واطلاعه.
وبخصوص ما يشد القارئ لدى قارئته لبوجدرة، يضيف محدثنا أن كتابات صاحب رواية (الحلزون العنيد) يعتمد على الفهم كأساس للتذوق مع الخصوبة، فطريقته لا تنصرف إلى البديع على حساب المعنى، مبرزا الفهم والقالب الأدبي الفني كأساس لمؤلفاته، مؤكدا بأن أسلوب الروائي بوجدرة لا يخلومن المتعة المتجددة عموما، وهو ما يجعله كاتب من طراز خاص جعل من مؤلفاته تترجم إلى عدة لغات وبملايين النسخ.