استقرّ رأي الأديب الجزائري بلحية الطاهر، روائي وقاص وناقد، من مؤسّسي اتحاد الكتاب الجزائريّين سنة 1981، على أنّ الترجمة في الجزائر انطفأ بريقها وفقدت شهرتها بالمقارنة مع الأمم الأخرى.
وقال بلحية في حديث لـ “الشعب”: “أسباب عديدة جعلت حركة الترجمة كعلم وفن مستقل بذاته، في وضع لا يحسد عليه، يأتي في مقدمتها هجرة الكفاءات إلى البلدان المتقدمة بسبب ما تقدمه من المكافآت والمزايا المغرية”.
واستدل على ذلك ببعض القنوات الفضائية، وسعيها الدائم لاستهداف ذوي الكفاءات من محترفي اللغة العربية، إلى جانب عدة لغات أجنبية، مبينا إلى أنّ المجلس البرلماني بالإتحاد الأوروبي يحصي لوحده أكثر من 1600 مترجم من مختلف دول العالم.
وبحسب “بلحية”، فإنّ الرّواية من أكثر الفنون تأثّرا بعصر السّرعة الذي أصبحت الفورية معياره، خارج مسارات الإبداع الفني والأبعاد الجمالية والإنسانية ومقوّمات أخرى تتطلب مترجمين من الطراز العالي.
وقال متحسّرا: “رأينا في الماضي ترجمات عظيمة في مجالات الآداب، الفنون والعلوم، ولكن هؤلاء الذين ترجموا النصوص الكبيرة في الأدب العالمي انقرضوا، وظهرت أجيال أخرى تبحث عن الشهرة عبر المؤلفات والنصوص القصيرة المختصرة”.
وقد جاءت ملاحظته هذه في سياق حديثه عن طغيان الترجمة الفورية التي يحكمها ما اصطلح على وصفها بترجمة العولمة، يقول بلحية في هذا الصدد: “الرّواية الطّويلة تعرف عزوفا من قبل الشباب المترجمين، بحكم أن الثورة التكنولوجية امتصتهم”.
وتبقى الترجمة في الجزائر ـ حسبه ـ تعاني ندرة الرواد الأوائل في عصر الازدهار سنوات السبعينيات والثمانينات، بدليل أنّ غالبية النصوص المهمة في الجزائر تترجم الآن من طرف لبنانيين أو تونسيين ومغاربة.