الشعوب أدركت قيمتها وراحت تعمل
على نقل معارف وعلوم وآداب الأمم الأخرى
يقول حسن دواس الأستاذ بكلية الآداب واللغات بجامعة 20 أوت 1955بسكيكدة: “أنا شخصيا دعوت إلى ترجمة الأدب الجزائري منذ التسعينات وإيصال صوت الأدبي الجزائري من خلال تأسيس المكتب الوطني للترجمة التابع لرابطة إبداع الثقافية الوطنية”.
توج بنشر مجموعة من الأعمال المترجمة كديوان “تباريح اللحن الأخضر” للشاعر الدكتور يوسف وغليسي وديوان “يا امرأة من ورق التوت” للشاعر الدكتور عبد حمادي ثم ديوان The Soul is a Lotus “الروح زهرة لوتس باقة أشعار جزائرية” انطولوجيا تضم قصائد مترجمة إلى الإنجليزية لكوكبة من الشعراء الجزائريين، عبد الله حمادي بوسف وغليسي، ناصر لوحيشي محمد شايطة، عزالدين ميهوبي، عاشور بوكلوة، عبد الرحمان عزوق، نورالدين لعراجي، أحمد حمدي. والكثير منهم.
أضاف “ومهما يكن من أمر الترجمة هنا أو هناك تظل الترجمة تثير الكثير من الإشكاليات حولها ماذا نترجم؟ ولمن نترجم؟ وكيف نترجم؟” وأقول في النهاية كل هذه الأسئلة في وضعنا الراهن ليست مهمة لأن المهم أن نترجم.
ويؤكد الأستاذ حسن دواس “أنه لا أحد منا يمكن أن ينكر ما للترجمة من أهمية بالغة في إدراك الثقافات والوعي بالآخر فهي أي الترجمة وسيلة معرفية للولوج إلى أعماق المجتمعات والتعرف على حضاراتهم وإمكانياتهم، ويوضح أنه “مهما قيل عن الترجمة وقصورها فإن الشعوب أدركت قيمتها وراحت تعمل على نقل معارف وعلوم وآداب الأمم الأخرى، كما راحت تعمل على نقل علومها وآدابها لإيصالها للمجتمعات الأخرى.
فالأمة العربية حسب حسن دواس “أدركت هي الأخرى مدى تأثير الترجمة فأولت اهتماما خاصا بهذا الجانب حتى وصل الأمر في عهد الدولة العباسية إلى مكافأة المترجمين بما مقدار الكتاب المترجم من ثقافات الأمم وزنه ذهبا، فشهد العالم العربي والإسلامي تطورا مذهلا وأحدث نهضة حقيقية ولكن في عصرنا الحديث ورغم وجود بعض المشاريع الجادة في مصر وسوريا إلا أن نسبة الكتب المترجمة في العالم العربي ضعيفة لا يمكنها أبدا أن تفي بمتطلبات التغيرات التي تجري على مستوى الساحة العالمية”.
أما بالجزائر حسب دواس “فالكارثة عظيمة ومنذ الاستقلال لم تقم أي من المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية بمشروع يمكن أن يسهم في ازدهار هذا الحقل المعرفي الهام”، وأضاف في نفس السياق “في انتظار تحرك الهيئات ذات العلاقة لتحريك الوضع بالتفكير في مشاريع وميكانيزمات من شأنها أن تبعث حركة الترجمة بالجزائر، تبقى المحاولات شخصية هنا وهناك، تحاول ولوج هذا المجال الخصب وتحاول نفض الغبار عن ثقافة وطنية لم تزل مجهولة من طرف هذا الآخر خاصة ونحن نعيش صداما حقيقيا للثقافات والحضارات لا يكون فيه البقاء إلا للأقوى”