الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة للنهوض بها

بناني : ضرورة تفعيل نتائج المجلس الأعلى للغة العربية

تمنراست: بن حود محمد الصالح

مصطفاوي: تكـاد تكـون غائبة أمـام العاميــــة

طالب الدكتور بناني أحمد أستاذ اللسانيات العربية بالمركز الجامعي بعاصمة الأهقار، من خلال تدخله لـ “الشعب” حول التحديات التي تواجه اللغة العربية، مؤكدا بضرورة تفعيل النتائج التي يتوصل إليها المجلس الأعلى للغة العربية من خلال الدراسات التي يعكف على إنجازها نخبة من العلماء أمثال (الحاج صالح بلعيد) بغية الاطمئنان على حال اللغة العربية في الجزائر، نظرا لحالة التقهقر الذي عرفته اللغة العربية في الآونة الأخيرة خاصة في مجال الإعلام والإدارة الجزائرية وهذا في ظلّ اللغات الأجنبية في مقدمتها اللغة الفرنسية.

اللغة العربية ليست قاصرة أمام اللغة الأجنبية
حيث أكد المتحدث في هذا الصدد بأن اللغة العربية لا يمكن لها أن تكون قاصرة بأي حال من الأحوال أمام اللغة الأجنبية، وإنما هي في مواجهة تحدي للاستعمال اللامحدود للغة الأجنبية، ويتجلى ذلك حسب المتحدث في الإدارة الجزائرية التي أصبح لسان حالها اللغة الأجنبية، وهو ما يوسع استعمالها على حساب اللغة الوطنية مع أن هناك إمكانية للجمع بين اللغتين كمرحلة أولى ثم تعميم اللغة الوطنية كمرحلة ثانية.
أما في مجال الإعلام فقد أكد الدكتور، بأن الإعلام يحمل على عاتقه مهمة كبيرة في النهوض باللغة العربية فلو عدنا إلى برامج التلفزيون الجزائري في عقود سابقة وقارناها باللغة العربية في البرامج التلفزيون الجزائري اليوم تدرك الفرق وتقف على تراجع مستوى اللغة العربية في الإعلام لأنه يؤثر بشكل كبير، حتى الدبلجات التي كانت تتم قديما باللغة العربية تحولت إلى دبلجات باللهجات المحلية للدول العربية الشقيقة وهو ما سيلقي بظلاله على اللغة العربية، وبعض مقدمي البرامج يقدم بلغة هجينة بين العربية والفرنسية واللهجات المحلية من هنا وهناك، لكن لا يمكن أن نعمّمه على جميع البرامج وعلى جميع مقدمي البرامج لأن هناك من يبذل جهدا كبيرا لتطوير لغته ومستواه.
كما دعا الدكتور بضرورة التسليم بجمالية التنوع اللغوي الجزائري والثراء الثقافي الذي يمثله، وهذا بالإستفادة من البحوث التي وصل لها اللغويين الجزائرين من أجل محافظة اللغة العربية على مكانتها، وتمكين الأجيال القادمة من اللغات الأجنبية للتفاعل مع الحضارات والثقافات الأخرى والانفتاح على الآخر.
 تراجع كبير في قنوات الاتصال، لولا خطبة الجمعة تكاد تنعدم أمام اللغة العامية
وفي سياق متصل، أكد الشيخ مصطفاوي عبد الرحمان، إمام أستاذ رئيسي بمديرية الشؤون الدينية بعاصمة الأهقار، في تصريح  لـ:«الشعب” بأن اللغة العربية لا يمكن لها أن تكون قاصرة بأي حال من الأحوال أمام اللغة الأجنبية، مؤكدا أنه حتى بعض وسائل الإعلام سواء كانت المسموعة أو المرئية، أصبحت تبتعد تدريجيا عن استعمالها مقارنة مع السنوات السابقة، نظرا للتطور الحاصل في المجتمع الجزائري وفي شتى المجالات يقابله إهمال في الاهتمام بإعداد منهجية لتدريس اللغة العربية، سواء كان ذلك في المدارس أو المراكز التعليمية، التي أصبحت تعنى بتدريس اللغات الأجنبية المختلفة في غياب تدريس اللغة العربية، مما أدى إلى حلول هذه اللغات محل اللغة الأم رغم ثرائها بالمصطلحات العلمية. وحتى الزوايا والكتاتيب التي كانت تعنى بتدريس العلوم النحوية غابت فيها مثل هذه الدروس، وأصبح الشيوخ يهتمون بتلقين العلوم الفقهية مما أثرا سلبا على اللغة العربية لدى طلبة الزوايا والكتاب.
حيث أكد الشيخ بأن اللغة العربية شهدت تراجعا كبيرا في قنوات الاتصال، فالمسجد مثلا لولا خطبة الجمعة تكاد تنعدم اللغة العربية تاركة المجال للغة العامية، نظرا للنقص الذي أصبح يشهده المواطن الجزائري في نقصه بمعرفة للغة العربية، وهذا بابتعاده عن دراستها من جهة وعدم تلقين اللغة العربية من جهة أخرى كما ينبغي في المدارس والزوايا وغيرها.
 دعيا في هذا الصدد، إلى ضرورة تفعيل دور المجلس الأعلى للغة العربية، وضرورة تدريس اللغة العربية وأبجديتها بالطرق الصحيحة، وهذا بدءا من ترسيمها بصفة إجبارية في وسائل الإعلام والاتصال وكذا الإدارات ومنه المدارس والمراكز .

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024