تتواصل العروض السينمائية للأفلام الملتزمة في صنفي الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية، في إطار مهرجان الجزائر الدولي للسينما ــ أيام الفيلم الملتزم في طبعته السادسة، حيث عرف اليوم الثالث للمهرجان مساء الاثنين بقاعة الموقار، عرض الفيلم الوثائقي «محكمة» الذي نقلنا إلى محاكم الهند، ليروي قصة المغني العجوز الذي اتهم بالتحريض على قتل أحد الموظفين بأغانيه.
عرض أول أمس، فيلم «محكمة» للمخرج شيتانيه تامهان، كاتب سيناريو ومخرج سينمائي من مواليد بومباي من العام 1987، وهو فيلم مشوق بدأت أحداثه بالعثور على جثة أحد موظفين بشركة للصرف الصحي، داخل نفق أرضي في بومباي، وهناك اتهم المغني عجوز بتحريضه على الانتحار بسبب أغانيه، باعتبار أن هذه الأغاني هي ما دفع بالرجل إلى أن يلقى حتفه وينهي شريط حياته، لتأخذ القضية مجراها في المحاكم، ويسلط الضوء على الحياة الشخصية للقاضي والمحامين.
وكان فيلم «محكمة» قد تم اختياره سنة 2014 لتمثيل الهند في حفل جوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم باللغة الأجنبية، كما حصد العديد من الجوائز في الخارج، ورشح لجائزة الفيلم الآسيوي لأفضل سيناريو.
ويسمح الفيلم في أكثر من ساعة ونصف بمشاهدة النظام القضائي الهندي عن قرب، من خلال المغني العجوز الذي باتهامه أصبح الغناء عقوبة وجرما يجره للمحكمة، بعد اعتقاله من إحدى حفلاته الفنية، ليجد نفسه بين الجلسات القضائية بالمحكمة. ونال منه المرض ونقل للعلاج بالمستشفى أين يظهر في أحد المشاهد بالفيلم أثناء زيارة المحامي الخاص به، وهو يغط في نومه ويحلم بتلك الأيام التي كان يغني فيها ويستمتع بها عشاق الكلمة.. هي إذا محاكمة في حق الإنسانية، في تهمة باطلة من وجهة نظر كثيرين، فيما تم تأجيل المحاكمة في كل مرة، في انتظار أن يعود القاضي من العطلة، وينتهي المشهد بأن تنطفئ أضواء المحكمة وكأن إطفاء النور فيها هو معادلة لإطفاء الحقيقة وإسكات الحق لرفع الباطل.
