تغييب الفنان أهم حجر عثرة في طريق النجاح

معسكر أم الخير .س

قبل أن يشرع في الحديث، أصرّ الفنان محمد الأمين أنه لم يدل يوما بأي تصريح إعلامي حول مشواره الفني الذي كلله بالحصول على رخصة للنشاط الحرفي في مجال الرسم و الزخرفة و صناعة المجسمات الفنية، مشيرا أن الصدفة التي جمعت بين “الشعب” وبينه كانت أهم فرصة يحكي فيها عن المضايقات التي يلقاها الفنان يوميا.
وكان محمد الأمين بن حامد 42 سنة، وليد منطقة سيق في معسكر قد نشأ في سبيله الفني عصاميا، حيث لم يتلق أي تكوين في المعاهد أو الجامعات، فتبنى موهبته من صغره وصقلها في مشاركاته العديدة في التظاهرات الثقافية محليا ووطنيا، وبالرغم من ظروفه الاجتماعية، استغل “أمين” موهبة الرسم وتطلع للنجاح من خلال “بطاقة الحرفي” التي استفاد منها واستغلها للحصول على دعم ومحل تجاري، أين تمكن من مواجهة كل ما هو صعب ومستحيل بتوفير لقمة عيشه من رسوماته ومنحوتاته.
وأكد بن حامد محمد الأمين أن المساعدة التي لم يتلقها في صغره وطيلة مسيرته الفنية يريد اليوم أن يوفرها لأبناء جيله من المواهب الفنية، مشيرا بفلسفته الشخصية أنه لا يسعى إلى الثروة أو الشهرة بقدر ما يسعى إلى استغلال طاقات المواهب الشابة وصقلها فنيا حتى لا تدخل عليها حسبت الطاقات والعادات السلبية حسب حديثه، ومن هنا انطلق يحكي عن رغبته في توسيع عمله الفني إلى إنشاء مدرسة للفن في محله الذي لا يستوعب حتى نشاطه الفني والحرفي، ومضى محمد الأمين يبحث عن سبيل لتوسيع نشاطه الفني لدى السلطات التي على حد قوله تستغله في رسم اللوحات الفنية المعبرة عن التاريخ والبطولات دون مقابل، طمعا منه في الحصول على يد المساعدة ..
عن موضوعنا حول مدى إمكانية خروج الفن التشكيلي من الإطار والصورة إلى لوحات فنية تعرض فتدر أرباحا طائلة، أو ما يمكن تصويره في صورة الفن المنتج الذي يخرج الفنان من التبعية المطلقة لشغفه بالفن إلى طموحه للوصول إلى النجاح المكلل بالثمن، مثلما يحدث غالبا في دول العالم حين تباع لوحات فنية بمبالغ خيالية، تضيف عليها هي الأخرى قيمة إضافية، قال الفنان محمد بن حامد الذي ينتج بإمكانيات شبه معدومة لوحات تشكيلية رائعة ومنحوتات في غاية الروعة، أن الثقافة العامة لشراء اللوحات الفنية تكاد تكون غائبة، إلا ما اقتصر على طلبات “زبائنه” من المعجبين بالفن التشكيلي وهم غالبا معجبون محليون وآخرون مغتربين يقتنون الأعمال الفنية بقيمة رمزية يحتاج إليها حتما أمين في تسويق عمله وشراء الألوان والمواد الأولية، وأضاف محمد الأمين أن المنحوتات واللوحات الفنية تكلف المال والجهد الفكري إذا لا مجال للخطأ، في المقابل لا يوجد معارض تروج للمنتوج الفني ولا تتوفر الظروف المريحة للعمل، في حين يضطر إلى الاقتطاع من مداخيل أعماله إلى سد حاجيات عائلته باعتبار أن الفن مصدر قوته الوحيد.
تسويق الإنتاج الفني ضرورة ملحة
من جهتها الفنانة التشكيلية بولعباس رابحية من قصر الشلالة بولاية تيارت، اغتنمت فرصة وجودها بالصالون الوطني للفنون التشكيلية المنظم بولاية معسكر الأسبوع الماضي لتتحدث عن إمكانية تحول الإنتاج الفني من إطاره الجمالي إلى فن منتج ويدر أرباحا، مؤكدة في نفس الصدد أن الفن التشكيلي ليس سعيا إلى الثروة، لكن من المهم حسبها، أن يكون الفن مصدر الرزق الكريم بالنظر إلى التعب والإرهاق والتكاليف التي يضطر إلى صفها الفنان لقاء عمل قيم، وقالت الفنانة التشكيلية رابحية بولعباس في حديث لـ«الشعب” أن تنفيذ تعلميات الوصايا بإقامة المعارض الخاصة لبيع  اللوحات التشكيلية بغض النظر عن الانتساب المهني للفنان الذي يقصيه من المشاركة في الصالونات وبيع لوحاته، ضروري في الفترة الحالية التي انعكس فيها تأثير الأزمة الاقتصادية على الحقل الفني، مشيرة أن للقاءات الفنية أثرها الإيجابي في التسويق للمنتوج الفني لذا أصبح من الضروري حسبها تكثيف اللقاءات الفنية وخلق تقارب بين مناطق الشمال والجنوب الجزائري في تنظيم التظاهرات الخاصة بالفن التشكيلي، مع تعميم وتجديد مشاركة الفنانين التشكيليين في المعارض والصالونات الوطنية كل الفنانين والفن المنتج.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024