الدّعم المالي ممكن شريطة ربطه بالدّعاية الحقيقية والمربحة
أكّد الكاتب والمخرج حميد بركات، رئيس جمعية ابن شنب الثقافية بالمدية، أنّ تاريخ المسرح بهذه الولاية يعود كفرقة إلى سنة 1910، بعد أن أسّسها الأمير خالد، إذ حينها لم يكن يعي سكان هذه الولاية أن الشيء الذي يمارسونه يسمى بالمسرح.
قال بركات: “ومنذ ذلك الوقت واكب المسرح بهذه الولاية الحركة الوطنية وحاجيات المقاومة الوطنية بداية من سنة 1917، كما تواصلت العروض المسرحية في فترة الأربعينيات مثلها مثل الفرق التي كانت موجودة بالعاصمة”، مبرزا أهمية النشاط الرياضي الممارس من طرف النخبة والتي عملت وقتها في تطوير المسرح، كما هو الحال بالنسبة لكرة القدم والملاكمة على غرار خليل الشرفي المدعو “سوم” وحمو وبوقدرة منصور، الذي فضل الشهادة في سبيل الوطن عن مشواره الفني رغم أنه كان بارعا ويمتلك موهبة فياضة وبخاصة في مجالي الإقتباس والإخراج.
أشار هذا الفنان أنّه بعد الستينيات تشكلت أول فرقة مسرحية بهذه الولاية، سميت بفرقة “المستقبل” من طرف مؤسسها محمد الزواي، علما أن هذا الفنان تحصل مؤخرا على الجائزة الأولى في المهرجان العربي للسينما بالقاهرة بفيلمه بعنوان “آخر كلام” تخليدا لروح الروائي الطاهر وطار.
اعتبر بركات في هذا الصدد، بأنه ليس لدينا سياسة المساهمة الثقافية، مقترحا بأن تولي السلطات العمومية، ومن خلال وسائلها الإعلامية الثقيلة اهتماما كبيرا لهذا الميدان حتى تدفع بالممولين على السكة الثقافية على الأقل، ومن ثم يقوم أصحاب الشركات بالمساهمة في الحركة الثقافية والمسرحية حتى يتمكن الممول من مشاهدة اسمه التجاري في الدعم الثقافي مثله في الجانب الرياضي، وهذا في إطار ما يسمى بالدعاية والإشهار الثقافي.
اعتبر محمد بن نشناشة، رئيس جمعية الأفراح الثقافية والفنية بالمدية، في رده على تساؤلنا هل أن رد الاعتبار للفعل المسرحي مرتبطة بتوفير النصوص أم توفير فضاءات أم نقص في المواهب؟ بأن المشكلة تتمثل بالأساس في ضعف النصوص والهياكل، كون أن المواهب موجودة ولا تنفذ، داعيا بهذه المناسبة السلطات العليا في البلاد من منطلق خبرته بهذه الجمعية التي تعود نشأتها إلى سنة 1998، إلى ضرورة توفير النصوص المنقحة وتخصيص الفضاءات الممكنة لترقية الفعل المسرحي من ثم الجانب الجمالي للفرد، نافيا وجود ممولين للمسرح بهذه الولاية، وهذا في الوقت الذي باتت فيه إمكانية عقد شراكة بين الجمعيات المهتمة بالمسرح والمؤسسات الاقتصادية ممكنة لتطوير الأعمال الركحية، ولاسيما على المستوى الوطني لدى الشركات الكبرى التي تهتم بجانب الدعم والرعاية المالية، كاشفا في هذا السياق المساهمة التي ما فتئت كل من الشركة العمومية “سوناطراك” والمؤسسة الخاصة “ فيطاجي” في منحهما للدعم المالي لجمعيته بعد التعامل الإيجابي الذي حدث بين الطرفين منذ سنوات بما أهلها من حصد آخر لقب “أحسن عرض متكامل” بمسرحية عالم الدمى خلال المهرجان الوطني لمسرح الطفل بأرزيو سنة 2009، ملحا على ضرورة وفاء السلطات العليا بوعدها في بناء مسرح جهوي بهذه الولاية.