«قسنطينة ونواحيها في الحركة الوطنية وحرب التحرير»، هوعنوان الملتقى الدولي الذي احتضنه ، نزل «ماريوت» بقسنطينة، في إطار تظاهرتها عاصمة للثقافة العربية.
ويشارك في هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام، مجموعة من الباحثين من الجزائر وأوروبا يتناولون من خلاله العديد من المداخلات التي تتمحور حول التعريف بمشاركة قسنطينة في الحركة الوطنية وثورة التحرير، تاريخا عن طريق الشهادات والأرشيف، حيث يهدف في الأخير إلى إعادة طرح الإشكالية من جديد ووفق طروحات جديدة تثري تلك الحقبة التاريخية من أجل الكتابة الصحيحة والوافية للتاريخ.
وقالت الدكتورة «وناسة وردة تنغور» رئيسة اللجنة العلمية لهذا الملتقى، أن هذا الأخير هو عودة لتاريخ الحركة الوطنية وحرب التحرير في قسنطينة وضواحيها من أجل تجديد المعارف وإبراز الأمور الخفية لهذه الحقبة التاريخية وأيضا تخطي عقبة أخرى وهي إشكالية الكشف عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لسكان قسنطينة والضواحي في تلك المرحلة، مشيرة إلى أن مسألة البحوث التاريخية وإن كانت مرتبطة دائما بالأرشيف فإن هذا الأخير يبقى نادرا على قلته وما يوجد في فرنسا فهو صعب المنال في الوقت الراهن؟ مؤكدة من جانب أخر إلى التعجيل بأخذ شهادات من عاشوا أحداث الثورة التحريرية باعتباره مصدرا موثوقا.
ومن جهته اكد الدكتور»عبد الله بوخلخال» نائب رئيس دائرة الملتقيات في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أن هذا الملتقى هو قراءة جديدة لهذه الأحداث التي وقعت بقسنطينة وضواحيها، فالتاريخ ـ كما قال ـ لا يكتب بين يوم ليلة بل يحتاج الى وقت طويل وأن هذا الملتقى وملتقيات أخرى هدفها هو المساهمة في كتابة التاريخ من حيث الدراسات والبحوث والشهادات المقدمة، مذكرا في ذات السياق ما قامت به جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ـ التي يرأسها حاليا ـ من تسجيل مئات الشهادات للمجاهدين الذين شاركوا في الثورة الجزائرية المباركة.
وقد شهدت جلسات أمس عدة مداخلات نذكر منها: « من الحركة الوطنية إلى الاستقلال» للباحثة «وردة تنغور» و» الاحتفالات بالذكرى المئوية لاحتلال قسنطينة وموقف القسنطينيين منه» للدكتور» أحمد ساري» من جامعة الأمير عبد القادر، و»مظاهرات ديسمبر 1960 بقسنطينة» للأستاذة «بلهادف صورية» من جامعة قسنطينة.
كما يشهد اليوم مداخلات منها: «وجوه جزائرية من الحركة الاشتراكية بعمالة قسنطينة بين القطيعة والوفاء للماضي النضالي زمن حرب التحرير الوطنية» للباحث «احمد منغود» من جامعة عنابة، « العلاقات بين تركيا
والجزائر إبان الإحتلال الفرنسي» للباحث «يلماض ياسين» من جامعة أنقرة بتركيا، وأيضا مداخلات من باحثين من جامعات باريس 8 وجامعة «أكسفورد» و»أوستين» بالولايات المتحدة.
في حين سيعرف اليوم الثالث والأخير شهادات حول قسنطينة في الخمسينات من القرن الماضي ومائدة مستديرة لشهادات المجاهدين والمجاهدات وأيضا أراء المخرجين السينمائيين حول تلك الأحداث، كما تختتم هذه الجلسات بجلسة أخيرة يتناول فيها المتدخلون مسألة الأرشيف كمصدر هام في كتابة التاريخ.