الأستاذ والكاتب سليم دراجي

مواد أدبية ثرية دسمة تتضمّن نبلا وسموّا وخلقا ووطنية

نورا لدين لعراجي

بدوره الأستاذ والكاتب سليم دراجي عرج على واقع الكتاب المدرسي في مراحله الأولى بعد الاستقلال إذ يقول: “حينما كنّا صغارا ندرس في المرحلة الابتدائية،كان الكتاب المدرسي وسيلة تعليمية بحق، فكانت النصوص المبرمجة فيه كلها تعمل على تربية الذوق الأدبي، وتنمية روح المسؤولية وغرس حب الوطن في أنفسنا”.
 ويضيف بأنه وهم ناشئة كانوا يحملون قيم الخير والحب والجمال، ويعشقون على حد قوله  وطننا حد الجنون، وبأذواق سليمة وجميلة، نشأنا محبّين لنشر الجمال ومقاومة القبح أينما كان مصدره.
أما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، يقول بأنه  كانت النصوص أدبية ثرية دسمة تتضمن نبلا وسموا وخلقا ووطنية، وكان البرنامج يتضمن الصبغة العربية والجزائرية، ليتساءل: وإلا كيف عرفنا مفدي زكريا ومحمد العيد والأمير عبد القادر والشيخ عبد الحميد بن باديس ورضا حوحو ومحمد الأخضر السائحي وأبو القاسم سعد الله؟وغيرهم كثير.يتخرّج الطّالب من الجامعة بشهادة الليسانس أو الماجستير أو الماستر في اللغة وآدابها لا يستطيع كتابة طلب بلغة عربية صحيحة وسليمة،إلا من رحم ربي،لا ذوق ولا حس وطني ولا قيم.
 أما كجانب علمي في اللغة العربية، فإنّه يرى قبل أن تصبح ظاهرة لغوية وكأنها شيء غريب عن اللغة بالرغم من أنها أساسها، وهكذا علمنا تلامذتنا أيضا، فكانت اللغة سيدة، ولما أريد بها سوءا غيرت البرامج والمناهج مرات عديدة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه.
يتخرّج الطالب من الجامعة بشهادة الليسانس أو الماجستير أو الماستر في اللغة وآدابها لا يستطيع كتابة طلب بلغة عربية صحيحة وسليمة،إلا من رحم ربّي، لا ذوق ولا حس وطني ولا قيم.
في هذا الشأن يتأسّف الكاتب سليم دراجي  ليشخّص السبب في ذلك، حسب رأيه المتواضع هو قتل روح التعليم والتعلم معا، بكثير من الوسائل، منها دخول التجارة بشكل فظيع في التربية ومنها التسيب الحاصل في القطاع، ومنها التسامح الذي فاق كل حدود اللياقة مع طالب العلم ومنها...ومنها...ما لا يتّسع المجال لسرده.
أما النّصوص التي تدرس حاليا في غياب مصدر يدلي على صاحبها، يقول بأنها قد استبدلت كل النصوص الجميلة التي تعلم اللغة وتغرس القيم وتهذب الذوق، بنصوص أقل ما يقال عليها أنها لقيطة، حيث يكون النص علميا خالصا أو شبه أدبي جاف، أو مزيجا بين هذا وذاك ويذيل بكلمة “أنترنيت”، وهو أمر يجب أن يطرح على واضعي البرامج، لماذا هذه النصوص التي لا تخدم علما ولا متعلّما؟


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024