إنّ الحديث عن إقصاء أدباء الجزائر من المقرر الدراسي (أي الكتاب المدرسي) أراه تعسّفـا في حق النـص الأدبـي والثقافـي، وتهميشا للإبداع، والمبدع الجزائري. إنّ أغلب المبدعين الجزائريّين خدموا قطاع التّربية والتعليم. ومن هذا المنطلق أصرخ بكل لغـات العالم، أنا لسـت ضد النّص الأدبي من العصر الجاهلي إلى يومنـا هذا، ولا ضـد أدباء العالم العربي والعالم، ولكن بكل صـدق أدعو السّاهريـن على وزارة التربيـة الوطنيـة أن ينظـروا إلينـا من زاويـة الاعتراف بفضل الأديب والمبدع الجزائري على الثقافة والإبداع، في وطن اسمه الجزائر دون إقصاء الأجيال الأدبية.
إنّي أكتب للطفل الجزائـري منذ أكثر من ربع قرن وأمثالي كثيرون، وعلى اللجنة المختصّة بتأليف الكتـاب المدرسـي أن تدرك بأنّ الجزائـر تملك أسماء أدبية كبيرة من جيل الاستقلال، وتكريمهـا بإدراجهـا في الكتاب المدرسي حق للأديب وواجب على الناشئة من أبناء الجزائر أن يعرفوا أدباء بلادهم.
كما أدعو أعضاء هذه اللجنة ألاّ يمارسوا علينا أسلوب الانتقائية على أساس الانتماء الحزبي والجهوي والعرقي، وأن تـدرج نصـوص الأدبـاء علـى كلّ المستويــات الدراسيـة من التحضيـري إلى المستـوى النهائـي. فلقد عانينـا الإقصاء والتهميش منذ عقود من مسؤولي قطاع التربية فهل تنصفنا بن غبريت!، عانينا هذا الوضع وكأنّ الجزائر بلد الفراغ لا شيء فيها من إبداع إلا تلك النصوص المبتـورة التي أخذت من شبكـة الأنترنـت، تصوّروا كيف يكـون كتـاب واحـد يشتمـل على أكثـر من 18 نصا بلا كاتب؟! ومثله مأخوذ من مجلات في كتاب السنة الأولى متوسط، والأفضل أن يؤخذ النص من المصدر للكاتب.
وتصوّروا أنّ نصوصا أخرى تنسب لغير أصحابها، على سبيل المثال النص لمحمد الهراوي وينسب لمحمد الأخضر السائحي، وتصوّروا كيف يكون مستوى التلميذ الجزائري في ظـلّ كـوارث النص الأدبـي؟!
أملـي أن تتـدارك وزارة التربيـة الوطنية تلك الهفوات، وأن تنصف أدباء الجزائر الأحياء والأموات.