من المعهد الأدبي بالمديّة

من المعهد الأدبي بالمديّة الشاعر محمد حليم طوبال يعرض كتابه “المتيم والحراز”

المدية : م.أمين عباس

  تطرق الشاعر محمد حليم طوبال بمركز التسلية العلمية بالمدية أمام مجموعة من المهتمين، إلى مضمون كتابه بعنوان  «المتيم والحراز” والذي ألفه بمعية الشاعرة عليان ليلي في233 صفحة باللغتين والصادر عن دار تشيكو للطباعة والنشر.
أثار ابن عاصمة التيتري إشكالية مؤلفه من خلال إبراز جملة من الأمور المفصلية، كتعريفه للملحون، أغراضه، الحراز،  مميزات قصيد الحريز “الحراز ترجمة وفراجة ص 32” مشيرا في  هذا الفضاء “المقهى الأدبي” بأن كل القصائد التي تناولها في كتابه كانت بمثابة واحدة في صنع تراكيبها من حيث البنية الشعرية، عدم معرفة الزمن الحقيقي لزمن الحراز، اتسام القصائد بقوة الخيال لدى الشاعر التي وتجعل المتلقى يدرك بأنها حقيقة.
قام طوبال عبر لغة شاعرية بإبراز بعض الألفاظ  القديمة، ونزاهة وتشبع الشاعر بعلوم شتى ووجود ما يسمى بالخلفية الثقافية من خلال السيناريوهات “ص 21، 39 و207 “، فضلا عن قدرة الشاعر على  تكييف الخيال القصصي وسكبه في قالب شعري رائع  لإمتاع  أذن وذوق المتلقى.
استهل المؤلف في هذه الجلسة الأدبية فرصة التذكير بأن المدية لها أدبائها وشعرائها ومن بينهم عبد الرحمان المداني القاسمي الذي يعتبر حسبه بأنه أول من كتب قصائد “الخصام” والتي هي في شكل مساجلة بين شخصيتين كـ
«السوداء والبيضاء”، مقترنا الكنز التي تزخر به الولاية على  غرار باقي ربوع الوطن بالتأكيد أن الشعر باللهجة المحلية ظهر في عهد الرسول محمد عليه السلام، إلى غاية السنة الثالثة من الهجرة حيث كان يسمى وقتها بالحداء، لتطور بذلك إلى أن أطلق عليه اسم القوماص.
وعاد المؤلف في هذا المقام إلى مآثر الشاعر محمد محبوب اسطنبولي الذي تطرق إلى غرض الترجمة بدليل قصيدته بعنوان “زرت المدية في نصف نهار” والتي وصفت أبياتها حال المدية وقتها وأبانت دور السكان الذين كانوا بمثابة الحصن المنيع لها، مذكرا بمشكلة عدم رضا بعض السكان بمحتوى هذا القصيد، حيث طالبوا محمد حليم طوبال بإعادة كتابة  هذا القصيد وإدراج بعض التغييرات عليه، فرد عليهم بأن ذلك يعد من باب المستحيلات، لكونه لا يمكن له أن يضيف أفكار جديدة  بها على اعتبار أن القيام بمثل هذا الأمر هو خيانة .
عرف ضيف اللقاء الأدبي الأول من نوعه بهذا المركز الحراز بأنه هو أحد أغرض الترجمة، كما أن الخريدة هي حبة اللولؤ في صدفتها قبل استعمالها، موضحا في هذا الشق بأن كل القصائد التي تناولها في  كتابه تشتبه كثيرا عدا اختلافها في السيناريوهات، معرفا أيضا علجية بأنها تسمية قديمة وهي تلك المرآة التي توضع في الخامسة رغبة في  إذهاب الحسد والعين وأداة حرز للمرأة،  معددا أولئك الذين نظموا قصائد الحراز، ومن بينهم الشيخ بن خلوف بنحو 37 شاعرا، ناعتا الحراز بأنه هو ذلك الشعر الهزلي وليس الجاد، مختتما جوانب حديثه وآراءه بأن سبب كتابته لقصيد الحراز  هو الذي جره لتأليف هذا الكتاب حتى لا يبقى الحراز حكرا على الأشقاء المغاربة.
هذا وفيما دعى هؤلاء إلى اقتناء هذا المؤلف بالبيع بالإمضاء، نبه محمد حليم طوبال ضيوفه بأنه حتى نتمكن من اعطاء الطعم الحقيقي  لمثل هذا اللقاءات وجب علينا الخروج من مشكلة الإلتزام الإداري،  فيما ذكر مصطفى بوشريط مدير مركز التسلية العلمية بأنه قد لاحظ  وجود نخبة تذهب إلى العاصمة تاركة  وراءها فراغا رهيبا في هذا المجال،  فإقترح احتضان مثل هذه الجلسات الفكرية المتنوعة للإستفادة من خبرات  ومعارف أمثال الشاعر  والمهتم  حليم طوبال وعبد القادر قرمزلي المولع بعالم اللسانيات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024