الأدب الساخر فن لا يملكه إلا قلة في العالم ، نوع من الكتابة انتهجت للتعبير عما في القلوب من هموم ومشاكل اجتماعية وسياسية وكانت صياغتها من طرف الكتاب بطريقة كوميدية تعبر عما في داخلهم.
معظم كتاب الأدب الساخر إما أدباء أو صحفيون وكل بأسلوبه وطريقته يعبرون عن الآلام والأحزان بطريقتهم الخاصة، ويقدمون هموم مجتمعهم على شكل ابتسامات ومفارقات، فتراهم في قمة حزنهم يقدمون الفكاهة والسخرية مما يدور حولهم في الحياة الاجتماعية والسياسية ، فيكتبون باللغة الشعبية حينا والفصحى حينا آخر وساعده في هذا الانتشار إمكانات الفضاء الإلكتروني، ووسائط التواصل الاجتماعي.
اهتم القليل من الكتاب بهذا النوع من الأدب ، حيث برزت بالجزائر في سنوات مضت في أسلوب نكات شعبية شفاهية لم تدون ، نكات لم تكن ساذجة وإنما تحمل نوعا من التحليل العميق تهم المجتمع والوطن ، وكون الأدب الساخر لا يمتدح الجمال بل يضع الحقيقة العارية فهو خليط من التمرد الغير مرغوب فيه وانتقاد لما يحصل في الدنيا من مشاكل على مختلف الأصعدة.
ظل هذا النوع من الأدب موضع اهتمام الأوربيين والأمريكيين وغيرهم منذ زمن طويل، معالجة وممارسة وتأليفا، و بلغت كتبهم في ذلك المئات ، إلا أن من ناحية المؤلفات العربية وفي الجزائر تعاني النقص ولا يقارب ما هو موجود لدى هؤلاء بالغرب ، رغم أنها شائعة منذ القديم عند العامية من الناس بالدول العربية والجزائر خاصة ،فنجدها بالنكت وتبادل النقاشات لكن تدوينها يبقى في حيز الإهمال و لا توجد دراسة لها؟
وكون الكتابة الساخرة لها قدراتها الإبداعية التي تشكل آليات بعينها في الكتابة فيرى البعض بأنها أصل الأدب وهي روح الفن عموما ولكن ليست السخرية الفجة آو العالية و وصففوا السخرية بأنها طبقة عالية من التفكير والتعبير كان يكتبها الأمين العمودى و مفدى زكرياء و البشير الابراهيمى و محمد السعيد الزاهرى و أحمد رضا حوحو و غيرهم.