تخصّص الكاتب والأستاذ سعيد بن زرقنة في النص الساخر ومن مؤلفاته النقائض وقلة الأدب واشتهر بالكتابة في مجموع من العناوين الصحفية ويكتب حاليا بجريدة يومية بعنوان قهوة مرة، من خلال الحوار الذي أجرته “الشعب” معه أوضح أهمية الكتابة الساخرة بالنسبة للمجتمع والكاتب كون المجتمع الذي لا يضحك مجتمع معرض للهزات النفسية، والمجتمع الذي لا يقبل التعاطي مع الضحك و النقد هو مجتمع يكرّس الاستبداد.
تعريفكم للأدب الساخر ؟ و فيما تكمن أهميته؟
ـ الأدب الساخر هو تشويه للمواقف وللشخصيات وهو أيضا تشويه للغة، يهدف إلى الإضحاك والفائدة، هو يختلف عن الهجاء والتهكم، لأن الغرض من الأول هو البناء في حين الغرض من المصطلحين الأخيرين هو الضرب بكل الأسلحة المحرمة دوليا.
ـ ما الفرق بينه وبين الآداب الأخرى؟
ـ الفرق بينه وبين الآداب الأخرى في الكتلة النصية الساخرة، حيث يجب أن تتوفر نسبة عالية منه في الأدب الساخر. كما أن هذا الأدب يستعمل لغة مختلفة مثل المفارقة وتشويه اللغة بالمفهوم الانزياحى وأيضا يحوز النص الساخر على نقد الذات والآخر دون تجريح.
ـ واقع الكتابة الساخرة في الجزائر وفي الصحافة الجزائرية؟
النص الساخر هو نص ّاستبطاني يكشف الخفي في اللوك والمواقف ويشترط في الكاتب الساخر أن يكون شوافا، يرى ما لا يرى ويسمع ما لا يسمع..
ـ الكتابة الساخرة ملاذ لمواجهة الأزمات، هل نجح الأدب الساخر في الجزائر في تحليل الأزمات أم أنها تجربة جديدة؟
ـ عرفت الجزائر أول عمل ساخر تمثل في رواية الحمار الذهبي لأبوليوس وأيضا عبر منامات الوهراني ثم عبر كثير من العناوين كجريدة كوكب إفريقيا وعبر مجلات جمعية العلماء المسلمين مثل البصائر وغيرها، حيث نقرأ فيها نصوصا هزلية وتعريضية بالاستعمار الفرنسي. ومن الأسماء التي اشتغلت على هذا الجانب الأمين العمودي ومفدي زكرياء والبشير الابراهيمي ومحمد السعيد الزاهرى وأحمد رضا حوحو وغيرهم، وهذا يدل على أن السخرية كانت وسيلة مقاومة، مهمة وفتاكة، وطبعا بعد الاستقلال اشتهرت أسماء أخرى كالسائحى
الكبير و أبو العيد دودو، واليوم توجد أسماء مهمة في مشهد الكتابة الساخرة مثل عمار يزلي وعيسى شريط ومحمد زتيلي والفيروزى وعزوز بقاق وحكيم لعلام وشوقى عمارى ...وغيرهم دون أن ننسى العناوين الصحفية التي تبّنت خطا ساخرا مثل تجربة الصحف آفة وألوان ومع ذلك هناك تراجع رهيب في هذا النوع من الكتابة، حيث فسح المجال للكتابات السوداء والداعشية، مما شكل مخيلة سوداوية للمواطن، كما أن قنواتنا تفتقر لمثل هذا النوع الساخر سواء عبر الأفلام أو الحصص.
ـ قيل أن الأدب الساخر أصعب أنواع الأدب وأكثرها عمقا؟ فما تعليقكم؟
ـ وقد صدق المسرحي يونسكو حينما قال حيث لا توجد السخرية توجد محتشدات للأمراض العصبية.
ـ السخرية سلاح يهز عروش الظالمين، كيف تجد دور الأدب الساخر في الإصلاح؟
إن المجتمع الذي لا يضحك مجتمع معرض للهزات النفسية والمجتمع الذي لا يقبل التعاطي مع الضحك والنقد هو مجتمع يكرس الاستبداد.