اعتبر مدير دار الثقافة رشيد ميموني عبد المجيد بن زاف في لقاء خصّ به “الشعب”، أن المسابقات المحلية والوطنية المتوجة بجوائز مادية بغض النظر عن قيمتها المالية وحتى الجهة المنظمة لها، هي عبارة عن وسيلة لتحفيز وتشجيع المبدعين في شتى المجالات الأدبية والفنية، وبالتالي فهي عبارة عن فضاء حر يمكّن من خلاله إغراء المواهب ببذل مجهود أكبر لتقديم أعمال ترقى إلى المستوى المطلوب خدمة للثقافة الوطنية..
قدّم عبد المجيد بن زاف في حديثه عن موضوع المسابقات والجوائز، مثالا بمؤسسة دار الثقافة التي تحاول من خلال برنامجها السنوي المسطر، إدراج موضوع المسابقات والجوائز التشجيعية ضمن إستراتيجيتها العملية لاكتشاف المواهب وخلق ديناميكية بين المبدعين الشباب معبرا بالقول “إن المؤسسة كغيرها من المؤسسات الثقافية الوطنية تحاول التركيز على هذا الجانب المهم في مجال الإبداع والمنافسة، وهذا بتخصيص جوائز تشجيعية في مجالات الشعر والرواية، الفن التشكيلي، المسرح وغيره من الفنون الأخرى ولو بطريقة متواضعة تماشيا مع القدرات المادية المحدودة التي لا تسمح بتنظيم مسابقات وجوائز كبيرة، لكنها عبارة عن مبادرات تشجيعية اخترنا لها اسم “جائزة درع مؤسسة دار الثقافة، حيث تمّ تسليم 8 دروع لحد الآن، منهم 6 فائزين بمسابقة شعر الثورة بمناسبة الاحتفال بستينية الثورة الجزائرية..
وفي سؤال عن الإضافات الإيجابية التي يمكن أن تقدمها المسابقات الوطنية والجوائز للمبدعين، وهل هناك انعكاس سلبي لما يصبح الفنان أو الأديب الروائي يلهث فقط وراء القيمة المادية للجائزة، ومدى اعتبارها معيارا للمستوى وقيمة ما يقدم من إنتاج..؟، يقول مدير دار الثقافة.. كما قلت سابقا كل مسابقة هي وسيلة للتحفيز والتشجيع على مزيد من الإبداع، خاصة إذا كانت وطنية معروفة مثل جائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية المخصصة للمبدعين الشباب، فبالإضافة، إلى قيمتها المالية المعتبرة التي تصل إلى 50 مليون سنتيم، هناك القيمة المعنوية والسمعة التي أصبحت تحظى بها لدى الفنانين والأدباء، وعليه فكل راغب في المشاركة تقديم عملا أدبيا أو فنيا يرقى إلى مستوى الجائزة حتى يمكنه الفوز بإحدى الجوائز أمام المشاركة الكبيرة، ومثل ذلك لدى مختلف المسابقات المحلية والوطنية وحتى الدولية، وبالتالي لا يمكن النظر إلى المسابقات بخلفيات ونظرة سلبية أو مناسباتية فقط، بل هي أحسن طريقة لتوسيع المنتوج الأدبي والرقي به..
وعن إشكالية غياب السبونسور في القطاع الثقافي على غرار النشاطات الرياضية، وسبب تأخر ولاية بومرداس في خلق مسابقة وطنية أو جائزة معروفة في أحد الأنشطة الثقافية التي تتميز بها، اعترف عبد المجيد بن زاف بقلة المؤسسات والهيئات الثقافية الناشطة حاليا على الساحة الولائية، فباستثناء دار الثقافة التي تحاول تقديم نشاطات ومواكبة الحدث، تبقى المؤسسات الأخرى عاجزة تقريبا من حيث الوجود الفعلي، فهي لا تعدو مجرد مراكز ثقافية منتشرة في البلديات، في ظلّ افتقار الولاية لمسرح جهوي على غرار باقي ولايات الوطن، وحتى جمعيات أو نوادي أدبية معروفة على الساحة بإمكانها المبادرة بتنظيم مسابقات وطنية وولائية، أما مسألة السبونسور في المجال الثقافي من قبل أصحاب المؤسسات الاقتصادية برأي المدير فقد أعتبره إشكالا بالفعل، وإن وجد فبطريقة محتشمة ويقتصر فقط على بعض النشاطات والمسابقات الدينية التي تنظمها دار الثقافة خلال شهر رمضان، مرجعا المسألة إلى نقص الاحترافية وتأخر القائمين على القطاع في تحويل المنتوج الثقافي إلى صناعة تجلب المنافسة والاستثمار من حيث التسيير والاستغلال التجاري للفضاءات الثقافية على حدّ قوله.
مدير دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس:
الجوائز وسيلة تحفيزية للتنافس على الأجود
بومرداس: ز / كمال
شوهد:776 مرة