الكاتبة صليحة لعراجي:

المرأة العطاء الأزلي... الرافضة لكل القوانين الجائرة

نورالدين لعراجي

صرحت الأستاذة والشاعرة صليحة لعراجي في حديثها لـ “الشعب”، بأنها عندما جاءت إلى الدنيا، أول ما فتحت عليه عينيها هو مكتبة والدها ذلك الرجل التقي المتخرج من جامع القيروان بفاس، المليئة بالكتب الدينية الجامعة للقديم والحديث من كتب التفسير والتاريخ والفقه والسيرة وقواعد اللغة والبلاغة وألفية ابن مالك وغيرها، حيث كانت تبحث دوما عن القصص والروايات فلا تجد إلا القليل منها كالأغاني وقصص العرب وكليلة ودمنة .
نشأت في هذا الجو النقي المحافظ، بين أب حريص على تحفيظها القرآن الكريم وبين أم تقرأ لها الشعر باللغة الفرنسية وتلحنه وتغنيه ليسهل عليها حفظه فساهم هذا في إثراء حياتها وتجربتها في الكتابة .

وفي نفس السياق تقول بأن لهذا الجو كل الفضل في تنمية شخصيتها الأدبية وتنمية حبها للمطالعة باللغتين العربية والفرنسية. مؤكدة بأنها كانت تعكف على قراءة القصص والروايات لدرجة خلق عالم خاص لا تسمح لأحد باختراقه،  تماما مثل العالم الافتراضي الآن. فكان هذا الإدمان العجيب ينسيها الحيز الضيق الذي كانت تعيش فيه المرأة آنذاك...إذ لم تكن تتمتع بحرية الاختيار وحرية التصرف كما هي الآن. كانت محرومة مثلا من الرحلات المدرسية المنظمة أو من السفر وحدي “لكني كنت أعوض ذاك كله بالمطالعة فأسافر بقراءاتي إلى أبعد الأمكنة وأقصاها”.
قرأت الكثير من الأدب العربي والروسي والأمريكي والإنجليزي وحتى الصيني لأدباء رائعين غادروا الحياة دون أن نلتفت إليهم وإلى سيرهم.
ولا زلت أقرأ ولا زلت أكتشف ولا زلت أجمع الكتب في مكتبتي التي ضاقت لإصراري على الاحتفاظ بالقديم وإضافة الجديد.
أما عن علاقتها بالكتابة تقول: “علاقتي بالكتابة تعود إلى البدايات الأولى في المدرسة حيث كانت نصوصي تحظى بالإعجاب لدرجة أنها كانت تقرأ أو تنشر في مجلة المدرسة الأدبية “.
من ذلك الوقت نشأت بيني وبين القلم حميمية ممتعة، لا أتخلى عنه ولايخونني .
الكتابة عالم سحري بامتياز ...انطلاق أو ربما انعتاق. ملاذي حينما تحاصرني الآلام ويؤرقني الشعور بالعجز أمام قضايا عالقة لا حيلة لنا فيها، ويبقى القلم الصديق الوحيد يرسم الجمال ويمزج الواقع بالخيال ويكتب عن وحشية الإنسان وجنونه وتسلطه على بني جلدته .
أما عن المرأة في عيدها العالمي، ولأنها الربيع ولأنها العطاء، باقة امتنان وشكر لكلّ امرأة في أنوثتها المبهرة وجمالها الأزلي،  ونضالها المستميت، وشموخها المتمرد، هي الرفيقة المتخفية، الوفية المخلصة، الواقفة الشجاعة، هي الرافضة لكل القوانين الجائرة ولكل أنواع الظلم الممارس ضدها...لها ومنها وإليها وقفة تقدير وإعجاب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024