تصرح القاصة رندة مكاوي ابنة طبنة التاريخية بأن العلاقة التي تجمعها مع الكتابة هي أكبر من تحدّها حدود وهمية، وهي سابقة لزمانها، حيث تقول عن بدايتها “بدأت الكتابة عندي منذ الصغر...بموضوع إنشائي أخذ نقطة مميزة ...أبهر المعلم وقفزت الطفلة بداخلي فرحا، تطورت إلى قصائد الشعر الملحون، مازلت أحتفظ بها حتى الساعة”
وبعد تجربة قصيدة الملحون جاء دور الخاطرة، إلى أن استقر بها المقام عند القصة القصيرة... عند نبضة النبضة التي استهوتها كثيرا، أما الكتابة بالنسبة لها فتعني الكثير في مجتمع لا يؤمن إلا بالملموس والطاغي وو..........
تضيف في هذا السياق “أحيانا أحس أني صنعت قدري، صنعت غربتي وسجني..وأطرتني من حيث لا أدري وأعيد ما قلته لها ذات مرة “اكتب لأتنفس” ومازلت لحد الساعة، حتى بعد التوقف عنها لزمن، والعودة بنفس الشغف، حين تحتلني فجائعي أهرب إليها.......
تقول غادة السمان “سأكتب لأنني لا أتقن شيئا أخر ولا أمقت شيئا أخر ولا أعشق شيئا أخر” وتلك المقولة، تلخص تجربتي في الكتابة..
أكره الأضواء تموت بإشاراتها حروفي
عمر من الخربشة، عمر من الإرهاص ...عمر من التطلع لغد أفضل عمر أستعيد فيه شريطا طويلا لقصة جميلة تحتلني حتى اللحظة، شغف الكتابة..... انعزل ..أصير امرأة أخرى. أنسى نفسي في مجموعة كتب وجرائد وقصاصات ورقية قديمة جدا.
أقرا للآخرين والأخريات بحب وأقول متحسرة :«لماذا لا نلتقي لنؤثث المكان بعبق الكلمة”.؟ مجموعتان قصصيتان قيد الطبع رواية أنظر في تفاصيلها بعد أن توقفت عن كتابتها لمدة طويلا.. أعيد النظر فيها بعمق... أحب الظل ..أكره الأضواء تموت بإشاراتها حروفي... وأجمل فرحة في العمر أن تكتب بصمت عناق الصمت والعزلة مثير جدا.
أخيرا أقول: “أننا نكتب لذواتنا وسط فراغ مهول تغيب فيه الكلمة الناقدة الميزان. يغيب فيه صدق الحوار... وأبقى أكتب لأزرع الإبتسامة في عمقي، وكي لا أشارك واشهد وجيعتي في الأخر”.