مفتش التربية الموسيقية رابح الاصقع:

الموزعون الحلقة المفقودة، في أشرطة أغاني الطفل

بومرداس: ز / كمال

أكد مفتش التربية الموسيقية رابح الاصقع أن الطفل الجزائري يعيش فراغا كبيرا، بسبب غياب أغنية خاصة به، والملمح الثقافي الخاص به، كون أن طفل اليوم ليس طفل الأمس، والمتغيرات التربوية والسوسيوثقافية ليست مثل الأمس، وبالتالي فإن الطفل الجزائري مضطر إلى الرجوع للأناشيد والأغاني القديمة أو المشرقية وحتى الغربية، التي تحمل بصمات وخصوصيات معينة.. وتساءل الأصقع عن سبب غياب المنتوج التربوي الثقافي الجزائري وتحفظ قنوات الاتصال من تسويق هذه المادة الفنية.
 
اعترف مفتش التربية الموسيقية رابح الاصقع، لدى تشريحه لواقع أغنية الطفل، أن هناك مبادرات خاصة على مستوى قطاع التربية الذي يحاول من خلال أساتذة التربية الموسيقية تقديم أعمالا تتناسب وخصوصية الطفل الحالي، لكن أغلبها بقيت حبيسة الأدراج، نظرا لغياب القرار بنشرها أو توزيعها.
وقال الأصقع: “هناك حلقة مفقودة في هذه السلسلة وهم الموزعون، الذين لا يشجّعون على توزيع ونشر الأشرطة السمعية والبصرية لأغنية الطفل بحجّة أنها غير مربحة، وبالتالي يبقى التوزيع عمودي، بمعنى الإنتاج الرسمي فقط، لكنه محتشم، كما نسجل نقصا فادحا في الحصص والبرامج الفنية الموجهة لفئة الأطفال وحتى المجلات والدوريات التي تعنى بعالم الطفولة.
وعن تصوراته لكيفية تدارك الوضع وطريقة تشجيع الفاعلين للاهتمام بهذا المجال ورد الاعتبار لأغنية الطفل، جدّد أستاذ الموسيقى تأكيده بأهمية إيجاد وسائل فعّالة لتسويق المنتوج الموجود وتشجيع كافة المبادرات في الميدان كالتظاهرات والمهرجانات الموسيقية منها مهرجان الأنشودة المدرسية في واد سوف، والمهرجان الوطني للأغنية التربوية بولاية تيارت في طبعتها الأولى، لكن بشرط مثلما قال، لابد من ترجمة ما يُقدّم من إبداعات خلال هذه التظاهرات على أرض الواقع والاهتمام بالمواهب كي لا تبقى هذه المواعيد الثقافية والفنية مجرّد محطات عابرة.
ولدى رده على سؤالنا حول أسباب ضعف الأداء في المراكز الثقافية وعدم اهتمامها بأغنية الطفل، وكذا تهرّب الفنان أو المغني الجزائري في تقديم أعمالا فنية تربوية هادفة لعالم الطفولة، ربط الموسيقي رابح الاصقع الوضعية بالمستوى الثقافي والفني المتدني للفنان الجزائري الذي يلهث فقط وراء الربح التجاري المادي ولا يفكّر في سامع الغد أو التشكيل العاطفي والمعرفي للطفل، وعليه لا يمكنه أن يفكر أبدا في هذا الجانب لأنه في رأيه قطاعا غير مربح، لكن في حقيقة الأمر هو أن عالم الطفولة يتطلّب تقديم أعمال فنية وموسيقية راقية ومهذبة لا يقوى عليها مثل بعض أشباه الفنانين على حدّ قوله، في حين يبقى الوسط المفتوح لقطاع الثقافة وما يمثله من مؤسسات ومراكز ثقافية بإمكانه المساهمة في تنشيط الساحة بشرط وجود التنسيق بين جميع الأطراف والهيئات الثقافية عن طريق وضع إستراتيجية أفقية للنهوض مجدد بهذا القطاع

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024