المغنّي والممثّل حياهم محمد أمين لـ “الشعب”

“أطفــالنا مهمّشون..”

حاورته من قالمة: أمال مرابطي

يعتبر الغناء من بين الوسائل التربوية المهمة في شخصية الطفل، التي تعتمد على اللعب والمرح، حيث إن المتتبع لما يتم بثه، وما يؤلف ويدرّس للأطفال في منهاج الدراسة بمراحلها الابتدائية، وحتى منها المتداولة بين الفنانين، يلاحظ إغفال وعدم اهتمام هذه المناهج بما تحمله أغاني الأطفال من معان ومضامين ودلالات مرتبطة جميعها بالواقع.
في هذا الصدد كان لـ “الشعب” حوار مع الموسيقي حياهم محمد أمين، وهو فنان شاب أبدع وأراد أن يسلط موهبته ليعطي للطفولة حقها في أغنية خاصة به.

❊ الشعب: لو تتفضّلوا وتعرّفون بشخصكم الكريم وبتجربتكم الفنية والموسيقية..؟
❊❊ حياهم محمد أمين: أنا فنان شاب من مواليد ولاية قالمة، وبالضبط من بلدية هليوبوليس، متحصل على شهادة بكالوريا آداب وفلسفة وليسانس لغة وآداب فرنسية، أما بالنسبة للنشاطات الفنية والموسيقية بدأت مشواري الفني الاحترافي منذ دخولي الجامعة حيث كانت انطلاقتي بالغناء في المطاعم العائلية الفخمة اعتمادا على سجل غنائي راق. وفي سنة 2011، شاركت في حصة انتقاء (casting) بالمسرح الجهوي لمدينة عنابة، حيث تم اختياري من طرف أحد كبار المخرجين المسرحيين (هارون الكيلاني) ومنحني دورا رئيسيا في مسرحية “واد الخير”، وهي مسرحية موجهة للأطفال والمراهقين، ومن هنا وقفت على أهمية المسرح والموسيقى لدى الطفل. في الفترة ما بين 2012 و2013 شاركت في سلسلة سينمائية تحت عنوان “آثار الجراح” المتكونة من سبعة أفلام قصيرة، تقمّصت في ثلاث منها (ونحن، حورية الممرضة، شلال العذراء) أدوارا مختلفة. وفي نهاية سنة 2014 لعبت دورا (الراوي) في مسرحية من إنتاج المسرح الجهوي لقالمة بعنوان (جاد والسيف السحري) تحت إشراف المخرج وحيد عاشوري، كما قمت بتأليف موسيقى هذه المسرحية التي هي موجهة أساسا للأطفال.
❊ هل من إصدارات ونشاطات موجّهة للطّفل قمتم بها أو تحضّرون لها؟
❊❊ في البداية لا بد أن نتفق على أن الفن ليس مهنة بل هو موهبة، ولهذا السبب نادرا ما نجد الفنان الذي يسجل اسمه ويخلد عبر التاريخ. بالنسبة لي ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا الميدان، كانت لي علاقات جيدة ومتعددة في أغلبية أعمالي مع الأطفال، وفي كل المدن التي أديت فيها، ولها السبب فإن أعمالي المستقبلية ستكون في سياق تعميق هذه التجربة، وتبيان أهمية الاعتناء والتوجه نحو هذه الفئة التي أعتقد أنها لحد الساعة مهمشة.
❊ نستمع هنا وهناك إلى أغان يذهب البعض إلى القول إنها تحتوي على “رسائل شيطانية”، تضرب براءة الطفولة في الصميم، في حين نجد شعراء وكتابا يكتبون دون مخاطبة الطفل، ودون التمييز بين فئة النشء والبالغين..برأيكم ما سبب هذا النسيان أو التناسي؟ وكيف يتم تفعيل أغنية الطفل عندنا؟
❊❊ أعتقد أنه على مستوى المجتمع، هناك الكثير من القيم التي لابد من إعادة النظر فيها، حيث سيطر الإنتاج كما عبّرتم عنه بـ “الشيطاني” المخيف المهدم للمجتمع وقيمه، وذلك في غياب برنامج حكومي رسمي من يمكن أن

تساهم فيه كثير من القطاعات (التربية، التعليم، الثقافة...).
❊ هناك قنوات عربية موجهة للطفل نجحت وأصبحت تستقطب العديد من المشاهدين، في حين ظل إنتاج الأغنية والمادة الموجهة للطفل بالقنوات الجزائرية منعدمة تقريبا..ما قولكم؟
❊❊ قيل لي أنه خلال السبعينيات كانت هناك حصة مشهورة موجهة للأطفال مرة في الأسبوع اسمها (الحديقة الساحرة)، وكان لهذه الأخيرة تأثيرا بالغا للأطفال كما للكبار، وكانت من أنجح البرامج الموجهة لهذه الفئة وقد ساهمت في تكوين جيل كامل على القيم النبيلة، وهذا راجع للتوعية والجودة الراقية رغم غياب الإمكانيات (السمعي، البصري، التكنولوجيا) ومثل هذه النجاحات لها أثر مضاعف، أدبا وشعرا، مسرحا وموسيقى...
❊ ما الصّعوبات التي يواجهها الفنان حينما يريد الإبداع من أجل الطّفل؟
❊❊ إنّ أغلبية الفنانين يواجهون جملة من المشاكل والعراقيل، أهمها عدم الاهتمام بهم كفنانين، بالإضافة إلى عدم توفر الإمكانيات المادية والدعم الكافي من طرف الجهات الوصية، والغياب التام لأدوات العمل، وكمثال على ذلك عدم وجود محل واحد يبيع الآلات الموسيقية في مدينة قالمة. كما أن المستوى الفكري يلعب دورا أساسيا في تبليغ الفكرة للأطفال، فانعدام الأغنية الموجهة للأطفال ناتج كما سبق قوله عن تجاهل وإهمال وتهميش هذه الفئة في المجتمع.
❊ كيف ترون دور الجمعيات في تطوير أغنية الطّفل والاهتمام أكثر به؟
❊❊ أعتقد أن الدور الأعظم يمكن أن تلعبه الجمعيات الثقافية، ويمكن أن تعطي وتقدم الكثير لمجتمعنا، هذا المجتمع الذي يحاول أن يعرف كيفية التواصل مع الآخرين، وفي ما يتعلق بهذه الشريحة من المجتمع وهي الأطفال، فإن على الفنان أن يعطي أكثر للوصول إلى التواصل معها، كما يجب أن يكون هناك توفير تعليم جيد وتكوين راق على كافة المستويات، بما في ذلك على المستوى الثقافي، لأنه يقال أنه من الجانب التربوي، نجد أن احتياجات الطفل مما هو مفيد بالنسبة له في هذه الحياة متوفر (المعطى الديني على سبيل المثال)، لذلك فمن المفترض أن يكون الشيء نفسه بالنسبة للأغاني الموجهة له، فإذا كانت الجمعيات تبذل مزيدا من الجهد للتواصل لتوفير هذا النوع من الفن، وتوفير التعليم والتكوين لمجتمعنا، فإنه يمكن أن يكون تطور وترقية في أغنية للطفل.
❊ كلمة أخيرة؟
❊❊ أشكر جريدة “الشعب” على إتاحة هذه الفرصة لأتوجه إلى جمهور الأطفال وأعدهم بالمزيد من الأعمال الموجهة لهم، كما أوجّه تحياتي لزملائي في هذا الميدان عامة، والشكر الكبير للأساتذة المشرفين على تشجيعي في هذا العالم الرّائع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024