أكّد مسؤول مكتب الأمن الداخلي والتحصيل بإدارة المواقع الأثرية لتيبازة، السيّد محمد سرحان، على أنّ المداخيل الناجمة عن دخول الزوار إلى مختلف المواقع الأثرية بالمنطقة ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، بالنظر إلى الإقبال المتزايد للعائلات والأفواج المنظمة من جهة، وتضاعف تسعيرة الدخول من جهة ثانية.
وأشار محمد سرحان، بشأن تداعيات قرار الرفع من تسعيرة الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية، إلى أنّ ذلك لم يؤثّر سلبا على الإقبال عليها، بقدر ما ساهم في مضاعفة إقبال العائلات والأفواج مقارنة مع فترات خلت، لا سيما عقب إعطاء تعليمات صارمة لأعوان الأمن تقضي بطرد كلّ شخص يخالف القانون الداخلي للمؤسسة الأثرية من الحظيرة، بحيث أضحت الحظيرتان الشرقية والغربية لعاصمة الولاية مزارا آمنا لمحبي التاريخ والباحثين عن جمال الآثار الرومانية التي تزخر بها المنطقة، فيما كانت من ذي قبل مرتعا لأشخاص مشبوهين لا علاقة لهم باستكشاف الآثار وقراءة التاريخ، ناهيك عن الانتشار الفظيع للنّفايات التي يخلّفها هؤلاء.
إلاّ أنّ الشروع في تنفيذ قرار مجلس الإدارة للديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الثقافية، أسهم بصفة مباشرة في توفير مزيد من الأمن والنظافة لذات المواقع، كما أشار محدثنا إلى أنّ القرار يحدّد نصف التسعيرة لعدة فئات من المجتمع، كالطلبة الأقل من 25 سنة والشباب الأقل من 20 سنة، والأساتذة الباحثين في الآثار، والمجنّدين ضمن صفوف الخدمة الوطنية، وكذا المتجاوزين لسقف 65 سنة، كما يعفى من التخليص الأطفال الأقل من 10 سنوات، ومرافقو الأفواج الكبيرة وكذا مرافقو ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث يبدو جليا للعيان بأنّ الإجراء يهدف بالدرجة الأولى إلى فسح المجال أمام الفئات المعنية بالمواقع الأثرية لتمكينها من حاجاتها وقطع الطريق أمام المنحرفين.
كما أشار مسؤول مكتب الأمن والتحصيل، إلى أنّ الأسعار المطبقة بالحظيرة الغربية تختلف تماما عن تلك التي يتم العمل بها بالحظيرة الشرقية، بالنظر إلى طبيعة كل
، بحيث يتم تداول الأسعار الرسمية التي يحددها قرار مجلس الإدارة للديوان الوطني بالحظيرة الغربية، والتي تقضي بتحديد تسعيرة الزوار البالغين بـ 80 دينارا، ونصف المبلغ للفئات الأخرى المشار إليها ضمن المادة الثالثة، إلا أنّ زوار الحظيرة الشرقية يدفعون حاليا نصف هذه التسعيرة باعتبارها أقلّ ثراءً من حيث انتشار المعالم التاريخية، الأمر الذي يؤكّد بأن عملية إعداد التسعيرات خضع لدراسة معمقة من لدن الجهات المعنية، التي أخذت بعين الاعتبار محتوى كلّ حظيرة أثرية وقابليتها لاستقطاب الزوار.
وعلى عكس ذلك، نجد بأنّ التسعيرة المعتمدة بمتحف المدينة تعادل الـ 60 دينارا للكبار، ونصف هذا المبلغ للفئات الأخرى، في خطوة من الجهات الوصية تهدف إلى تشجيع الزوار على اكتشاف تاريخ المنطقة من خلال كرونولوجيا التطور الحضاري التي يعتمدها المتحف في معروضاته.
وفي سياق ذي صلة، أعرب لنا العديد من المواطنين الذين تزامن وجودهم بالحظيرة الغربية للمدينة مع معاينتنا للموقع، عن امتنانهم وترحيبهم بالقرار باعتباره مكّن القائمين على الموقع من التخلّص ولو جزئيا من فئة قد لا تحترم الآداب العامة، الأمر الذي يفسح المجال واسعا أمام الأشخاص المحترمين من أجل زيارة الموقع والاستمتاع بما يقترحه من روائع تاريخية وثقافية.
في المقابل، أعرب بعض من الشباب لـ “الشعب” عن سخطهم وتذمّرهم ممّا حصل، بالنظر إلى تضاعف تسعيرة الدخول بـ 4 مرات دفعة واحدة ودون سابق إشعار، وكان من الأجدر تطبيق التدرج والمرحلية فيها حتى لا يشعر الزوار بهذه القفزة النّوعية والمثيرة للجدل في العديد من الحالات.