البروفيسور أمحمد العماري:

مجال مهم انحصر في النظريات العربية المترجمة

البليدة: لينة ياسمين

في تحليل وإبداء رأي حول واقع النقد في الجزائر، سواء كان يخصّ الجوانب الأدبية أو الفنية أو الواقع الثقافي عموما، أدلى الأكاديمي البروفسور أمحمد العماري، المختص في الأدب والنقد ورئيس المجلس العلمي بكلية الآداب واللغات، بجامعة علي لونيس البليدة 2، بوجهة نظره في الإشكال، واعتبر أن واقع النقد في بلادنا يسير ولا يكاد يظهر إلا في بعض المحاولات لأكاديميين يحسبون ـ كما يقال ـ على الأصابع، ويكاد ينحصر في اجترار النظريات النقدية الغربية المترجمة.

يعترف الأستاذ أمحمد العماري، بأن النقد بالجزائر، يكاد ينحصر في اجترار النظريات النقدية الغربية المترجمة، وهذا نقلا عن المشارقة والمغاربة، وجزء بسيط في ترجمة بعض الأكاديميين الجزائريين، والملاحظ حسبه، أن النقد في شقّه التطبيقي يكاد ينعدم في الساحة النقدية والأدبية بالجزائر، وهذا راجع لكون  العملية النقدية التطبيقية صعبة نوعا ما، وتكشف «الغلط» مباشرة عند الناقد، في حين أن الشقّ النظري يصعب الحكم على صاحبه، إن كان مصيبا أو مخطئا، والحقيقة يضيف البروفيسور العماري، إن النقد ضروري جدا في المشهد الثقافي لأنه يحسن من الأداء،  ويرقى ويعلو بالعمل الفني إلى أفضل المراتب، وهو يعتقد ويجزم، أنه لولا النقد لما تطوّر الأدب، ولما تحسّن الذوق الفني في كل المجالات، لأن غاية النقد ليست التهجم أو إظهار المساوئ والسلبيات، بل غايته السامية، هي إبراز «الجماليات»، حتى تكون ورقة طريق إن صحّ التعبير، ويتبعها ويسير على نهجها بقية الأدباء وأهل الفن.

جرد السلبيات من شأنه أن يساعد على تصحيح المسار

 ويقول الأكاديمي العماري، أن تحديد المساوئ يساعد ويكون غاية، في شقّ أنه هذه الشريحة من النخبة المثقفة والمتعلمة، لأن تتجنبها أثناء العملية الإبداعية، فتطوّر الفن السابع «السينما» أو أبو الفنون «المسرح»، أو الرواية، أو حتى ما يطلق عليه «الفايشن» بمعنى
«الموضة» في الملبس واللباس، فهو مرهون بتقدم النقد وتحسين أدائه، وإلا لما تطوّر واستطاع أهل تلك الصناعات الفنية والذوقية والخيالية «الإبداع» وتقديم الجديد الجميل، وهنا نجد أنفسنا أمام مفترق طرق، أي  أمام النقد التذوقي الفطري، وأمام الذوق الموضوعي، فالأول يحتكم للميول والآراء الشخصية، والثاني يحتكم للموضوعية والعلمية، لكن كلاهما مفيد لتطوير تجربة الأداء الفني والأدبي، شريطة أن يكون هناك ما يعلّل ويبرر الآراء النقدية، بحجج مقنعة وبذوق رفيع يشترك فيه الجميع.

غياب تام للقاءات مباشرة بين النقاد والمبدعين

 والملاحظ أن في الجزائر حسب تبصر ونظر العماري، أن النقد انحصر وكاد يكون فقط، في البحوث الأكاديمية الجامعية، وعدم مواكبة الإسهامات النقدية للعملية الإبداعية،  فمثلا في الجانب الأدبي فإننا نحصي على مستوى الرواية العشرات من الروايات الجديدة، في حين أن الكتب النقدية التي تدرسها وتشرحها وتمحصها، لا نجد إلا عددا قليلا جدا، أما الجلسات النقدية التي يتقابل فيها النقاد مع المبدعين، سواء في الأدب أو الموضة أو السينما، فإنها غائبة تماما في جزائرنا، وهذا ما يضعف المشهد الثقافي ويقلّل من مسايرة النقد للإبداع، وذلك بسبب إهمال هذا الجانب من طرف الجهات المختصة والمؤهلة، وخاصة في السنوات والعقود الأخيرة، وحتى التشجيع بجوائز تحفيزية، بات غائبا تماما، فما نذكره أو نحسبه حدث في الجزائر، هي جائزة واحدة، تترجمت في جائزة أحسن قصيد، والتي جاءت في وصف المسجد الأعظم من قبل رئاسة الجمهورية، والحكمة والعبرة في القول والفعل، أن لا تقتصر مثل هذه التحفيزات في ما يشبه الرسميات فقط، بل لا بد من أن يتعدّاه ويتوسّع عرضيا وطوليا، لضمان التقدم والتطوّر في هذا المشهد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024