تعتبر روان بن صالح، من الكتاب الشباب بعاصمة الأوراس باتنة، الذين شقّوا طريقهم نحو الإبداع وتحقيق الذات من خلال التواصل مع القرّاء عن طريق النشر والإصدار. وقد قامت مؤخّرا بتوقيع عقد إصدار لروايتها الثانية الموسومة بـ «وهل يلتقي الشتيتان؟» مع دار النشر الفتية «نقطة بوك»، والتي تكهّن مديرها رضوان غضبان، بتحقيق هذا الإصدار نسبة مقروئية كبيرة.
تكشف روان لقرّاء «الشعب» عن التجربة غير السّهلة التي تخوضها الأقلام الشابة لتفرض وجودها في المشهد الثقافي، كما تفصح لنا من خلال هذا الحوار عن بعض أحلامها وطموحاتها في بعث عض التغيير في عالم الرواية.
- الشعب: من هي الكاتبة روان بن صالح؟
الكاتبة روان بن صالح: روان بن صالح كاتبة شابة تبلغ من العمر 19 سنة، طالبة سنة ثانية ليسانس، تخصص علم المكتبات، شاعرة وكاتبة، متحصّلة على شهادتين لإدارة المؤسسات الخيرية وشهادة في الإسعافات الأولية، ناشطة جمعوية مع العديد من الجمعيات والنوادي الخيرية والثقافية داخل الولاية،ومؤسسة نادي «كن أنت»، الذي يهدف إلى دعم مختلف المواهب وإعطائها الفرصة لتشق طريقها نحو الإبداع.
- حدّثينا عن بداياتك في عالم تأليف الرّواية، وكيف اتّجهت إلى هذا الفن بالذّات؟
بداياتي مع الكتابة كانت خلال مرحلة التعليم الابتدائي، بحيث ألّفت 10 قصائد شعرية، لأنتقل بعدها إلى كتابة القصص القصيرة، كما زادت المطالعة من شغفي تجاه عالم الكتابة واكتشاف أسراره أكثر، فرحت أطوّر من موهبتي وأحاول دائما أن أقدّم الأفضل.
اتجهت لهذا الفن بالذات لأنّي لم وجدت أفضل من المطالعة لتنمية الشعوب وتطويرها، ولا شيء سيعمل على إزالة الأفكار المسممة وتغييرها غير الكتب المفيدة التي تحمل بين أوراقها مغزى.
- ما هي المواضيع التي تحبّين معالجتها أو تجدين نفسك فيها؟
المواضيع التي أحب معالجتها هي المواضيع المتعلّقة بالتنمية البشرية وتطوير الذات والتحفيز.
- حدّثينا عن نتاجاتك الأدبية ومضمونها؟
أول كتاب لي كان بعنوان «ريمونتادا-جدّد آمالك»، وهو عبارة عن مجموعة نصوص تحفيزية، وحاولت من خلالها أن أتطرّق لأهم المواضيع المنتشرة في مجتمعنا الحالي لكن من زاوية مغايرة تهدف إلى تغيير تفكير القارئ وحقنه بالطاقة الإيجابية.
أما بالنسبة لإنتاجي الأدبي الثاني فهو رواية بعنوان «وهل يلتقي الشتيتان؟»، وهي رواية اجتماعية تروي لنا قصة فتاة فاجأتها الحياة بأحداث لم تتوقّعها إطلاقا، لكنها لم تستسلم واستغلّت ألمها وحوّلته إلى قوة وظلّت تجتهد في حياتها بعيدا عن اليأس، بحيث ظلّت تطلب مبتغاها من الله سبحانه وتعالى، وهي على ثقة أنه مهما طال الزمن لن يخيب الله ظنّها لتجسّد لنا معنى الحب الصادق الوفاء والصبر.
حاولت من خلالها أن أبث في القارئ بعض الصفات التي أصبح المجتمع يفتقرها، وأن أعيد صورة الحب الصادق الذي شوّهت صورته، كما أنّي اجتهدت لأحفّز القارئ بطريقة غير مباشرة وممتعة لا يحس فيها بالملل.
- لكل كاتب أو مؤلّف ملهم..من ترى روان قدوة أدبية لها وطنيا وعربيا؟
الكاتب الذي يستحق أن يكون قدوة أدبية لي هو أسطورة التنمية البشرية إبراهيم الفقي.
- ما هي المشاكل التي واجهتك في بداياتك كمؤلّفة؟ وكيف تغلّبت عليها؟
المشاكل التي واجهتها في بداياتي كمؤلفة هو عدم معرفتي بنوعية الأشخاص الذين سأصادفهم في العالم الأدبي، بحيث كنت أرى أن مجال الأدب هو أرقى مجال، وتصوّرت أني لن أصادف غير الرقي والتحضر، إلا أني صدمت بالواقع المرير، كان هذا أصعب شيء واجهني في بداية الأمر، لكني تجاوزته بعد أن أقنعت نفسي أن هذا العالم يستدعي دائما وجود جانبين في كل شيء، أحدهما سيء والآخر جيد، فيجب عليك أن لا تنتظر الكمال أبدا، بالإضافة إلى التهميش الذي يعاني منه الكتاب في الجزائر، وخطر دور النشر التجارية التي أصبحت أكبر خطر يمكن أن يواجهه الكاتب في عالم التأليف.
- ما هي طموحاتك في عالم الرّواية؟
أنا أحاول تغيير واقع الرواية المنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة، والتي أصبحت روايات تروي قصصا وفقط، أريد إنتاج روايات مشبّعة بالعبر تفيد القارئ، وأملي كبير في التغيير، وأن تزيد الكتب التي تنشر من طرف دور النشر من رقي الأدب الجزائري.
- هل سبق لك المشاركة في مسابقات أدبية أو معارض؟
شاركت في مسابقة كتاب جامع تحت عنوان «هوس حروف»، بالإضافة إلى مسابقة the talent kids في مجال الأدب، بالإضافة لمشاركتي في العديد من المعارض كمعرض سيلا 2019، معرض الكتاب في البليدة، معرض الكتاب في سكيكدة ومعرض الكتاب في باتنة.
- أصبح الوصول إلى القرّاء في زمن كورونا يحتّم اللّجوء إلى النّشر الالكتروني..ما رأيك في الموضوع؟ وكيف تتواصلين مع قرّائك خلال الجائحة؟
النّشر الإلكتروني في نظري ضرورة يتطلّبها واقعنا، الذي أصبح لا يخلو من التكنولوجيات الحديثة، كما أنّه يسهّل وصول الكتب للقرّاء في مختلف أرجاء العالم، ويسهل على القارئ الإطلاع على أحدث الكتب التي تمّ نشرها. وأتواصل مع القارئ عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي الطريقة الأنسب والأسهل للتواصل مع القارئ بشكل مباشر.
- ما هو نوع أو طبيعة الدّعم الذي تحتاجين إليه كمبدعة شابّة؟
طبيعة الدعم الذي نحتاجه كشباب مبدع هو الاهتمام أكثر بعالم النشر والأدب، وإعطاء أهمية أكبر للكتاب، بالإضافة للاهتمام بمختلف المواهب التي لم تجد الدعم والإمكانيات لتحرير إبداعها وتحقيق أهدافها.