بالرغم من إسناد المهمة للمهندس جون نوفال:

الكفاءات الجزائرية قادرة على ترسيم القصة

جمال أوكيلي

أحدث قرار تكليف المهندس الفرنسي جون نوفال بملف القصبة جدلا حادا في أوساط المهتمين بشأن العمران مبدين تحفّظهم من إسناد هذه المهمة لورشات هذا الرجل عقب اتفاق تعاون بين ولاية الجزائر ومقاطعة «إيل دو فرانس».
خلافا لما ورد في عريضة موقّعة من طرف ٤٠٠ شخص الرافضين لهذا العمل، برّرت ولاية الجزائر ذلك بأن الأمر يتعلّق فقط بمرافقة لإسداء الأفكار لا أقل ولا أكثر، لإعادة إحياء هذا التراث المصنّف عالميا من قبل الأونيسكو في بداية التسعينات بمشاركة ١٤ مكتب دراسات،  ١٧ مؤسسة، ٢٠٠ جامعي، و١٢٠٠ عامل مؤهل بقيمة ٢٦ مليار دينار.
هذا الانشغال نقلناه إلى السيدة فايزة رياش الباحثة في المحافظة على التراث الثقافي التي حدّثتنا على هذه المبادرة بحماس فياض، نظرا لاطلاعها الدقيق على ما يجري في الواقع أي موضوع ترميم القصبة، معتبرة في هذا الإطار بأن المهندس جون نوفال مختص في تأهيل المتاحف ومعرف عنه ما أنجزه في «اللوفر» بفرنسا ودبي بالامارات، أما المواقع الأثرية كالقصبة لا تندرج ضمن اختصاصه.
وبالتوازي مع ذلك، فإن الجامعات المدارس والمعاهد الجزائرية غير مقصّرة في تعزيز هذا القطاع الحيوي بكفاءات عالية في الهندسة المعمارية الترميم، وصيانة المعالم التاريخية في الحراش، البليدة، سطيف وتيزي وزو، اكتسبت مواردها البشرية تجربة رائدة توظّفها اليوم في الميدان، وخير دليل على ذلك الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، والوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة هذه المؤسسات التي تشرف مباشرة على هذه المواقع الأثرية لها ما يكفي من الخبرة الثرية في متابعة صارمة أو بالأحرى مهنية لطبيعة أشغالها ذات الطابع الحسّاس يتطلّب الكثيرة من القدرة الخارقة قصد التحكم في تقنيات الأملاك الثابتة أو المنقولة.
ودعّت الباحثة فايزة رياش إلى تثمين العبقرية الجزائرية في هذا الاختصاص، وهذا بفتح لها المجال من أجل إبراز ما تملكه من حلول فورية وما تحوز عليه من إجابات سريعة لمسائل شائكة في عالم حفظ الآثار وهي موجودة في الساحة الوطنية يكفي فقط الكشف عنها للاستفادة من علمها.
ولا يتطلّب الأمر كل هذا التهويل وإنما منح لها فرصة التكوين في الخارج من خلال دورات محدودة الآجال يتمّ بموجبها اكتساب ما تمّ التوصّل إليه في هذا الاختصاص.
وعليه، فإن أطراف المعادلة ستتغيّر لاحقا وهذا بإعطاء الأولوية للخبراء، وليس للمقاولين ويكون هؤلاء في خدمة المشروع بتوفير مايلزم من وسائل العمل والمواد المستعملة للترميم الحاملة للمقاييس المتعارف عليها لا علاقة لها أبدا بالجبس أو الإسمنت الأبيض وغيره من التحايلات السابقة.. حتى الخشب المختار يجب أن يكون نوعيا لا تظهر عليه الحشرات بحكم رداءاته لذلك فإن الترميم مسار صعب ومعقّد لا يقدر عليه إلا أهله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024