يظل بعضها مغيبا

المؤسّسات الثّقافية بسكيكدة تكسب الرّهان

سكيكدة: خالد العيفة

رغم أن العديد من الهياكل الثقافية بسكيكدة مغيبة بفعل الإهمال ومنها للترميم وإعادة التأهيل، التي على ما يبدو انها لن تنتهي غدا، كالمسرح الجهوي، المسرح الر وماني ودور السينما، الا ان الفعل الثقافي بالولاية ككل فرض وجوده، والمشهد لم يقتصر على الأنشطة والتظاهرات المناسباتية، بل الكثير من متتبعي الحراك الثقافي لمس حركية واضافة في هذا الجانب، وكانت المبادرات في مستوى تطلعات مثقفي مدينة روسيكادا.

المؤسسات الثقافية التي تزخر بها الولاية كانت سباقة في برمجة العديد من التظاهرات والفعاليات الوطنية منها والمحلية، على غرار قصر ودار الثقافة، وكذا المسرح الجهوي والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، ناهيك عن بلدية سكيكدة المتمثلة في النيابة المكلفة بملف الثقافة والرياضة، اين كانت الشريك الأساسي في الفعل الثقافي المحلي، اين قدم يوسف العيفة نائب رئيس البلدية الدعم اللازم لمختلف التظاهرات بمعية الهياكل والمؤسسات الثقافية التابعة لبلدية سكيكدة، على شاكلة المكتبة البلدية خليفة الدراجي، ومكتبة بوالصوف ببويعلى، وذلك بمواكبة اغلب النشاطات والفعاليات المناسباتية والمبادرات التي تم تنظيمها على مستوى مدينة سكيكدة على الخصوص.
والدور الذي لعبه قصر الثقافة لمدينة سكيكدة  كبير، في تفعيل الحركية الثقافية بالولاية، من خلال مواكبته لمختلف التظاهرات الثقافية، ومبادراته بتنظيم فعاليات كانت لها الصدى الواسع، فمن خلال احيائه ليالي رمضان، وليالي روسيكادا للضحك خلال الموسم الصيفي، بمشاركة مديرية الثقافة، والشركاء الطبيعيين، استقطبت جمهورا عريضا، وبدّدت خلال أجواء الصمت بميناء الصيد والترفيه بسطورة، وكانت لقصر الثقافة لمسة إبداعية في مبادرته بتنظيم الأيام الأدبية للشعر»الجزائر قصيدة خالدة»، تزامنا مع شهر الثورة التحريرية، والملقى الوطني الأول حول السرد الجزائري، حمل شعار «من أجل سرد جزائري فاعل»، والمهرجان الوطني للفنون التشكيلية بشعار «لنعش معا في سلام»، وتريد إدارة قصر الثقافة، كما صرح نور الدين بودماغ مدير هذا المؤسسة الثقافية، أنه سيكون ختامها مسك، بتنظيم الصالون الوطني للفن التشكيلي «ديسمبر بالون سكيكدة»، وملتقى اخر أيام سكيكدة لأفلام الهواة، «هواة اليوم محترفو الغد».
دار الثقافة محمد سراج، تلك المدينة الثقافية، على حد تعبير عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، خلال زيارته لولاية سكيكدة، واشرافه على تدشين هذا الصرح الثقافي المتكامل، واكبت دار الثقافة اهم التظاهرات الثقافية والفنية بسكيكدة، وكانت الدار مضيافة وراقية في تفاعلها مع مختلف هذه الفعاليات الثقافية، وأبدعت  في مبادرات كانت مشاريع مستقبلية لمثقفين من الطراز الأول، كمسابقة «فارس القوافي» التي تخرج منها الشاعر المتألق بوثران محمد الحائز على جائزة «المنارة الشعرية في وصف جامع الجزائر، وهذه التظاهرة الشعرية أسست لمنافسة شعرية تخطت سمعتها حدود الولاية، وتسعى دار الثقافة على لسان مديرها زيدان مغلاوي، «ان تكون مستقبلا وطنية، وذلك للطلبات الكثيرة للارتقاء بها وجعلها مسابقة وطنية»، ورافقت دار الثقافة الطفل خلال عطله، بعرض مسرحيات هادفة وانشطة مكملة تتعلق دائما بعالم الطفل.
وتستقطب ورشات دار الثقافة محمد سراج العدد الكبير من الشباب، بحيث يصل عدد المنخرطين الى زهاء 16 ألف منخرط في مختلف الورشات البيداغوجية، التي تعمل هذه الأخيرة على ترقيتها من موسم لأخر.

المكتبة الرّئيسية للمطالعة العمومية..حكاية أخرى مع  الانتظار

وللمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية حكاية أخرى فمقرها الى حد الساعة لم يفتح لمحبي المطالعة ومثقفي الولاية، والاشغال قاربت على الانتهاء، وتعد تحفة معمارية ومكسبا هاما لعموم مثقفي ولاية 20 اوت 55، ورغم ذلك فالمكتبة الرئيسية شريك في الفعل الثقافي، وكثيرة الترحال وانشطتها لا تتوقف على الزحف الى فضاءات أخرى، واحتضنت فعاليات محورية على غرار فعالية السنة الامازيغية، وتنظيم الحصص والنوادي الفكرية، التي جمعت زبدة مثقفي الولاية، والأنشطة التي تهتم بعالم الطفل، وكان المركز الثقافي عيسات ايدير، حسب مدير المكتبة الرئيسية بوحبيلة عبد العزيز «مسك ختام التنشيط القرائي لهذه المؤسسة الواعدة، التي حاولت الخروج ببرامجها الى مختلف الفضاءات، والى مختلف ربوع الولاية».
ورغم ان المسرح الجهوي مغلق منذ أكثر من السنتين بفعل أشغال التهيئة التي تأخرت كثيرا، وحرمت محبي الفن الرابع من هذا الركح الاثري، الا ان إدارة المسرح لم تجمد نشاطها، بل عملت على الخروج الى فضاءات ثقافية أخرى، على غرار قصر ودار الثقافة، وتمكنت من التألق والتتويج بجائزة أحسن عرض متكامل بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته 12 بمسرحية، «ما بقات هدرة»، هذه المسرحية حسب المتتبعين اعادت تفعيل الفعل المسرحي بسكيكدة والجزائر على حد سواء.

مسرح المدينة من التّأسيس لمشهد ثقافي إلى تنشيط الحركية

وفي نفس السياق، تمكّنت جمعية مهرجان المسرح لمدينة سكيكدة من تأسيس مشهد ثقافي وابدعت في تنشيط الحركية المسرحية بالولاية، رغم الضائقة المالية، وعدم تمكنها من تنظيم الأيام الوطنية للمسرح لمدينة سكيكدة لموسمين على التوالي، كما تمكنت من برمجة دوريا لندوة ثقافية تهتم بالمسرح، تنظم بالمكتبة البلدية خليفة الدراجي، أصبحت مقصد محبي الركح بالولاية وخارجها، ونفس الشيء فيما يخص جمعية الفنانين الاحرار بمدينة عزابة، التي اخدت على عاتقها التنشيط المسرحي بالجهة الشرقية من الولاية، وأسست لأيام مجوبي للمسرح، الا ان الضائقة المالية وعدم تجاوب من قبل مسؤولي القطاع الثقافي بالولاية، جعلت هذه المبادرة تجهض ولا يعرف لها الاستمرار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024