تعتبر الأستاذة، صليحة براهمي، من كلية الأدب العربي بجامعة عين تموشنت، أن مسرح الطفل في بلادنا مازال يترنّح، فلا يمكن الحكم بالجزم بأنه موجود وقائم بذاته لينافس مسرح الكبار، كما لا يمكن القول أنه غائب تماما.
في دردشة مع جريدة «الشعب» بشأن واقع مسرح الطفل في بلادنا، قالت المتحدثة «أن هذا المجال في الجزائر يتطور من سنة إلى أخرى، إلى درجة اقامة مهرجانات له، وان كانت قليلة حيث كثرت العروض في السنوات الأخيرة وهو قد بدأ مع ظهور العصر الذهبي للمسرح الجزائري في السبعينات من القرن الماضي».
أما عن قيمة العروض الخاصة بهذا النوع، فإنه، حسب اطلاعها على بعض النصوص، فقد اعتبرتها دون المستوى ،لأن الكثير من هذه العروض تفتقر لخصوصية الطفل من حيث جانبه النفسي واللغوي، ولهذا دعت إلى «إشراك المربين وعلماء النفس في إعداد النصوص والإخراج المسرحي للأطفال». وألحت الأستاذة براهمي «على ضرورة احترام عقل وشخصية الطفل، لأن المسرح يلعب دورا كبيرا في تعليمه الحوار ومبادئه، والنقد وقواعده، والنطق السليم للكلام والفصاحة». ولأن، تضيف أيضا «المسرح يهدف كذلك إلى الارتقاء بإحساسهم بالفن والجمال، وإعداد رجال للمستقبل، فإن اختيار النصوص يجب أن يكون بمنتهى الدقة، وعدم إهمال أن الطفل لا يتسامح مع العرض الهزيل، حيث ينتقده ويهمله عكس الكبار». ومن اجل تحقيق أغراض مسرح الطفل لابد من القيام بدورات تكوينية لكل من الممثلين والمخرجين ومؤلفي النصوص المسرحية، الهدف منه معرفة مواضيع الطفل، وكيفية تناولها حتى تحقق الغرض، كما ان تقمص شخصية الطفل أمر ليس هينا على الإطلاق، وبالتالي فالأمر لا ينبغي ان يؤخذ بالسهولة، والمسرح بالنسبة للطفل له دور مكمل لنشاط المدرسة والبيت. وتعتبر الأستاذة أن المسرحية التي يؤديها الأطفال لزملائهم تكون أكثر وقعا من المسرحية التي يؤديها الكبار لهم، ولهذا يتعين التفكير في خلق جيل من المواهب الصغيرة التي تؤدي دورها الحالي في مسرح الطفل، وتكون خزانا لمسرح الكبار في المستقبل، ولا مانع من إنشاء مدارس خاصة في هذا المجال تهتم بهذا المسرح.
وتختتم الأستاذة كلامها بالتذكير بأهمية الاعتناء بمسرح الطفل لأنه يهدف الى تطوير شخصية الأطفال في المجتمع، وأعدادهم للمستقبل بخلق روح الحوار والنقد والاجتهاد فيهم.
