فقدت الساحة الاقتصادية والتجارية وجها بارزا برحيل الوزير والخبير بختي بلعايب، الذي أثار موته موجة تأثر واسعة شملت بالأخص خبراء ومتعاملين من كافة ربوع الجزائر.
ويجمع كلهم على أن الرجل خاض مسيرة طويلة في خدمة الاقتصاد الوطني، متميزا بدفاعه القوي بمواقف غير قابلة للتفاوض عن المصلحة الوطنية في مواجهة العولمة وصراع الكبار للهيمنة على الأسواق.
وفيما يلي انطباعات بعض من عرفوه عن قرب
❊ الخبير مبتول:
عانى الرجل كثيرا
من ضغوطات بارونات الاستيراد
أكّد الخبير عبد الرحمان مبتول أن وزير التجارة الراحل بختي بلعايب ساهم بدور معتبر رفقة الوزير عبد الكريم حرشاوي في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول التعديل الهيكلي خلال سنة 1994 بعد موافقة الجزائر على إعادة جدولة المديونية الخارجية، موضحا في اتصال هاتفي أجرته «الشعب» أمس أنه لما كان بمجلس المحاسبة في بداية الثمانينات عرف الراحل مديرا بوزارة التجارة مبرزا خصاله الحميدة كموظف نزيه ومدافع شرس عن المصلحة الوطنية.
وعن أهم الملفات التي اشتغل عليها بتمعن وحزم أشار متول إلى أن الرجل وهو من طراز عال في الكفاءة والمسؤولية، أراد التوصل إلى إعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول بنود عقد الشراكة الذي اظهر خللا في غير صالح بلادنا وتمكن من انتزاع موافقة الطرف الآخر «لمراجعة بعض الأحكام وليس كل الاتفاق»، كما كان يسعى إلى تفعيل مسار التفاوض من اجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والاستفادة من بعض الأوراق الايجابية لصالح الجزائر.
غير أنّ أصعب ما واجهه الوزير الراحل بلعايب، الذي ينحدر من عائلة جد متواضعة يضيف مبتول متأثرا بتلك الضغوطات التي مارسها من يعرفون بمافيا الاستيراد، الذين رأوا فيه مصدر خطر على مصالحهم بعد أن تولّى تسيير رخص الاستيراد، وأبدى صلابة في منع إدخال ما يتم إنتاجه في الجزائر ضمن تجسيد سياسة تشجيع الإنتاج الجزائري المطابق للمعايير. واعتبر وفاته خسارة للاقتصاد الجزائري وقطاع التجارة بالأخص، معربا لذويه عن خاص التعازي القلبية وجميل المواساة.
❊ خبزي عبد المجيد
رئيس غرفة التجارة لبسكرة:
تميّز بالإصغاء للانشغالات والاقتراحات ومساندة الشباب
أشاد خبزي عبد المجيد رئيس غرفة التجارة والصناعة لولاية بسكرة بمسار الوزير الراحل بلعايب بختي، مبرزا تميزه بأسلوب عمل حديث بحيث كان يشتغل مباشرة مع غرف الصناعة والتجارة ويمتاز بقوة الإصغاء للانشغالات والاقتراحات، كما بذل الكثير في مكافحة البيروقراطية في قطاع التجارة.
ومن بين القرارات التي اتخذها في إطار تدعيم مكانة الولايات الداخلية في الديناميكية الاقتصادية بمناسبة تنظيم لقاء تقييم العلاقات الاقتصادية الجزائرية الاندونيسية، الذي أشرف عليه الفقيد شخصيا أمر بأن يتم اعتماد مقر مكتب اللجنة المختلطة لمجلس الأعمال الجزائري الاندونيسي ببسكرة، وهي سابقة أولى من نوعها يقوم بها وزير علما انه كان صاحب نظرة استشرافية دقيقة.
ومن الخصال التي يحتفظ بها عن الوزير إلى جانب صراحته أن أبوابه كانت مفتوحة ويساعد كثيرا الشباب في دخول الحياة الاقتصادية والتجارية، ممّا يعتبر رحيله خسارة كبيرة للفعل الاقتصادي خاصة المحلي.
رصد الانطباعات: سعيد بن عياد