يعرف قطاع السياحة الجبلية بولاية تيزي وزو تأخرا منذ سنوات، رغم أن المنطقة تزخر بمواقع جذابة و مناظر خلابة بإمكانها أن تستهوي الملايين من السواح من داخل أو خارج الوطن، وتعدالسياحة الجبلية القلب النابض للإستراتيجية الجديدة الهادفة إلى تنشيط القطاع بالولاية.
صرح مدير السياحة السيد حدوشي رشيد، أن تيزي وزو تتوفر على 4 مناطق جبلية مؤهلة أن تكون مواقع و أقطاب سياحية وذلك بكل من تالة غيلاف، ازرو نطهور، اعكوران وتيزي أوجعبوب والتي تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 1973 هكتار، مؤكدا أن السياحة لا تقتصر على الشريط الساحلي فقط، بل تخص أيضا المناطق الداخلية والمرتفعات الجبلية التي تزخر بقدرات هامة، وتكمن ضرورة الاهتمام بهذه المكاسب وتثمينها -حسبه - من خلال التعجيل بتفعيل مناطق التوسع السياحي التي بقيت رهينة العراقيل الإدارية من أجل التمكن من التعامل مع المستثمرين لإقامة وإطلاق مشاريع سياحية في إطار البرنامج الوطني الذي يتماشى مع خصوصية كل منطقة.
وذكر في هذا الإطار أن جهودا معتبرة تبذل من أجل استدراك هذا التأخر خاصة أن المنطقة تتوفر على قدرات هامة ينبغي استغلالها وتثمينها إلى جانب ثرواتها الطبيعية، فإنها تتمتع بتراث أثري واجتماعي وثقافي يؤهلها لتصبح وجهة سياحية مفضلة، وفي هذا الشأن أي لترقية السياحة استفادت الولاية، في إطار المخطط الخماسي 2010 ـ 2014 من مشروع إنجاز مركز إعلام و توجيه سياحي بهدف ترقية السياحة.
هذا المركز الذي سينجز بموقع المدينة الجديدة “وادي فالي” سيكون من مهامه -حسب- محدثنا التعريف بغنى وتنوع الثروات التي تزخر بها المرتفعات الجبلية والمناطق الساحلية بالولاية. كما سيكلف المركز بإعداد خرائط خاصة بالصناعات التقليدية والنشاطات السياحية ستوضع في متناول الزوار الذين يمكنهم الاستفادة من مرافقة دليل سياحي يوفره لهم المركز للعلم، فإن الدراسات جارية لإنجاز وتجهيز هذا المركز الذي ستنطلق أشغاله مطلع العام المقبل استنادا إلى نفس المصدر.
وعلاوة على السياحة الشاطئية التي تجلب بالولاية في كل موسم عددا هاما من المصطافين الذين ينزلون بسبع شواطئ مسموحة للسباحة اعتبر غدوشي أنه يمكن للسياحة الجبلية أن تستقبل عددا من الزوار، مشيدا بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها في السنوات الأخيرة الجمعيات بفضل مساهمة عدد من الجمعيات التي تقترح تنظيم التنزه على الأقدام والتسلق بجبال الولاية، أين تقوم باستقبال عدد من الأجانب والتكفل بهم للتعريف بالمناظر الخلابة التي تزخر بها منطقة القبائل وذلك بكل من إعكورن وقمتي أزرو نطهور وتالة قيلف.
نقلنا هذا الانشغال إلى وكالات السياحية المتواجدة بالولاية، حيث أكد لنا السيد برشي ان الدولة وضعت استراتيجية وطنية للنهوض بالسياحة الجبلية منذ سنة 2008، للدفع بقطاع السياحة، لكن نظرا لوجود جملة من الأسباب و العراقيل لم تطبق على أرض الواقع، وقد باشرت السلطات المحلية مؤخرا بدعوة جميع المستثمرين وكذا وكالات الأسفار والسياحة بالولاية بالاهتمام بانجاز مشاريعهم، حيث وضعت العديد من التحفيزات والمزايا التي من شأنها أن ترقى إلى قمة السياحة إلى جانب التشجيع في الاستثمار في المجال السياحي والذي يساهم في خلق المنافسة. مؤكدا أن فتح هذا المجال سيسمح بالترقية من خلال المنافسة معرجا في حديثه إلى الندوة الأخيرة التي نظمها كاتب الدولة المكلف بالسياحة بدار الثقافة، أين سمع لانشغالات المستثمرين وأصحاب وكالات السياحة وأعطى -حسبه- العديد من الضمانات، مشيرا الى مشكل نقص الفنادق بالعديد من البلديات التي تزخر بمناظر سياحية هامة، فالعدد الحالي لا يكفي لتغطية السوق السياحية وتقديم خدمات خاصة بالنسبة للأجانب.
كما تطرق ذات المتحدث إلى نقطة أساسية المتمثلة في ضرورة تطبيق اجراء مرافقة البنوك للمتعاملين والمستثمرين، مشيرا الى مشكل نقص في الاتصال في هذا المجال الذي اعتبره عنصر أساسي للنهوض بقطاع السياحة على المستوى الوطني عامة ومدينة تيزي وزو خاصة، مستشهدا بذلك في النقص الذي تواجهه بعض وكالات الأسفار والسياحة غير المتمكنة من استخدام وسائل متقدمة وعصرية في مجال الاتصال من أجل كسب ثقة الزبون وكذا توجيهه على أتم وجه. كما أكد على ضرورة التعاون والتنسيق بين الوزارات والقطاعات لأن قطاع السياحة لوحده لا يمكن له أن يرقى الى الأعلى بدون تضافر الجهود بين القطاعات التي لها دور كبير في النهوض به.