تحولت أغلب التجمعات السكنية الجديدة بولاية باتنة إلى مجرد مراقد يأوي إليها ساكنوها بعد عناء يوم متعب، حيث تفتقر أغلب إن لم نقل كل التجمعات السكنية الجديدة المشيدة بأغلب دوائر الولاية باتنة إلى أبسط ضروريات الحياة الاقتصادية من مراكز بريد أو بنوك، وحتى الفضاءات الاقتصادية الأخرى كالأسواق والمحلات التجارية أصبحت غائبة، في الوقت الذي يدفع المواطن وحده فاتورة عدم التنسيق بين المهندسين المعماريين والخبراء الإقتصادين الذين لا تتم استشارتهم مطلقا، حسب ما وقفنا عليه خلال زيارتنا لبعض هذه التجمعات السكنية.
وتعتبر مدينة حملة التي ستقطنها أكثر من 160 ألف نسمة نهاية الخماسي الحالي 2014، حيث شدّد والي باتنة الحسين مازوز خلال زيارته الأخيرة للقطب العمراني الجديد حملة على ضرورة خلق جو مريح للمواطن بهذا القطب العمراني الجديد الذي أنشئ لفك الضغط عن مدينة باتنة خاصة وأن “حملة 3” تضم أكثر من 12 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ بمجموع يفوق 60 ألف نسمة، وعليه فلا بد من ترقية محيطهم الاجتماعي أيضا بعد توفير كل الأجواء والخدمات التي من شأنها جعل ساكن حملة يقضي كل حاجياته الاقتصادية والتربوية ... بحملة دون القدوم إلى مركز عاصمة الولاية.
وبالعودة إلى ملف هذا الأسبوع فنجد أن سكان القطب العمراني الجديد في شقيه حمله 01 و02 بباتنة يشتكون من جملة من النقائص المتعلقة بالخدمة العمومية، وهذا نظرا لانعدام المرافق الخاصة بتقديم خدمات في مجالات معينة، ومن جهة أخرى ضعف وتدني الخدمات التي تقدمها تلك المتوفرة من المرافق العمومية.
وأكد لجريدة “الشعب” السكان الذين التحقوا بالمدينة الجديدة منذ حوالي 03 سنوات استياءهم من هذه الوضعية التي فرضت عليهم معاناة يومية، حيث يشتكي السكان في مجال النقل من معاناة كبيرة في التنقل إلى وسط المدينة وهذا بسبب طول المسافة التي تسلكها حافلات النقل الحضري التي تعمل على خط وسط المدينة / المدينة الجديدة، حيث تم تمديد خط الحافلات التي كانت تعمل في وقت سابق بين وسط المدينة وحي 1020 مسكن، باتجاه المدينة الجديدة وهو ما يجعل المتوجهين للمدينة الجديدة حملة يضطرون للمرور بعدة نقاط توقف في عدة أحياء مرورا بقرية الحمص ودوار العطش فحي كشيدة ثم أحياء سكنية أخرى.
وحتى بالنسبة لأصحاب المركبات المقيمين بالقطب العمراني حملة يعانون بدورهم من حالة الاكتظاظ التي يشهدها مدخل المدينة عند خط السكة الحديدية ويشكل عبور المركبات إلى الطريق المزدوج خطرا كبيرا كثيرا، ما يخلف حوادث مرور بسبب عدم إنجاز ممر يسهل حركة السير، حيث تحول مدخل المدينة مرورا بخط السكة الحديدية إلى نقطة سوداء.
السكان المقيمون بالمدينة الجديدة، يتساءلون لماذا لم تؤخذ تدابير سابقة قبل تسليم السكنات وفتح القطب العمراني الجديد من خلال توفير متطلبات الحياة اليومية، حيث وعلى غرار أزمة النقل وتدني خدمته، فإن متطلبات أخرى يصطدم السكان بانعدامها في مجالات أخرى كالصحة، حيث لا يوجد مرفق عمومي لتقديم العلاج ويتطلب الأمر التنقل إلى مراكز صحية في أحياء أخرى في أبسط علاج كأخذ الحقنة، وينطبق الحال على استخراج وثائق الحالة المدنية، حيث لا يوجد ملحق بلدي بالمدينة الجديدة يسهل على المواطنين استخراج مختلف الوثائق وفي هذا الصدد يتساءل كثير من المواطنين عن سبب عدم فتح بعض المرافق المنجزة بالقطب العمراني دون أن يتم تفعيل دورها في الوقت الذي كان السكان يعولون كثيرا على أن قطب حملة العمراني سيصبح مدينة حديثة بكل المواصفات.