موجّها نداء إلى وزير النّقل للتّدخل العاجل

مستثمر جزائري يطالب بأحقيّته في تكوين 200 طيّار

سعيد بن عياد

تابع نتائج الثلاثية بكل اهتمام خاصة في الشق الاقتصادي المتعلق بالاستثمار وترقية مركز المستثمر الوطني وتنمية الشراكة الوطنية خاصة بين القطاعين العام والخاص. إنّه السيد عبد المجيد الواعي، مدير عام طيران الأوراس المتخصّصة في تكوين الطيارين، الذي أبدى استياءه من “حرمان مؤسّسته من الفوز بمناقصة أطلقتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية من أجل تكوين مائتي طيار خطوط”، معتبرا أنّ ذلك سيؤثّر بشكل مباشر على المؤسسة إلى درجة تهدّد استمرارها، في وقت لا تحلّ مناسبة إلا وتؤكّد فيها السّلطات العمومية على كافة المستويات على ضرورة منح أفضلية للمتعامل الوطني الذي يتوفّر على المعايير الفنية للمشروع.
وأوضح محدّثنا في تصريح لـ “الشعب”، أنّه لا يزال يعلّق أملا في إعادة الاعتبار لمؤسسته التكوينية في مواجهة منافس أجنبي “لا يفوقه تقنية وقدرة فنية”، خاصة وأنّ رئيس الجمهورية ما فتئ يؤكد بحرص واضح على الدفع بالشراكة مع المؤسسة الجزائرية، وأن اللجوء إلى متعامل أجنبي يكون استثناء في حالة غياب التقنية المطلوبة من السوق الوطنية.
ويضيف باستياء قائلا: “لقد شاركتُ في مناقصة تكوين 200 طيار خط، لكن فوجئت بإقصائي بفارق تقدّر قيمته ما يعادل تكوين 50 شابا طيارا”، وهو فارق بالامكان تداركه علما بأنّ ــ كما يضيف ــ العمل كان يتم مع الطرف صاحب المناقصة بالتراضي ضمن إطار يحفظ الحقوق ويدقق الالتزامات، متسائلا عن السبب الحقيقي وراء تغيير قاعدة التعامل في وقت لا توجد أي ملاحظات بخصوص جودة والتزام طيران الأوراس التي نالت شرف تكوين دفعات عديدة لطيارين جزائريين يشتغلون حاليا في مؤسسات الطيران المختلفة.
أصبح الواعي يشعر اليوم أنّ مؤسّسته التي أنجزها باستثمار ذاتي وبأمواله الخاصة قبل 15 سنة، تتعرض لمصير مجهول إذا لم تبادر السلطات العمومية بالتدخل لتصحيح الوضعية على أسس عادلة ومسؤولة وفقا للمبادئ والقواعد الاساسية التي تحكم الاستثمار، ومنها إعطاء أفضلية للمتعامل الوطني والحفاظ على موارد العملة الصعبة التي تستنزفها عمليات التكوين بالخارج، بينما الامكانية موجودة بالجزائر وبالمعايير المعمول بها دوليا.
وعن سؤال حول استثماره لإنجاز مدرسة للتكوين في الطيران بباتنة، أوضح عبد المجيد الواعي أنه حرص على الاستجابة لتوجهات البلاد بإقامة مراكز للتكوين عالية الجودة، والمساهمة في التخلص من التبعية خاصة في قطاعات حيوية مثل تكوين الطيارين العاملين على الخطوط التجارية، وبلغت كلفة الاستثمار 250 مليار سنتيم دون اللجوء إلى طلب إعانة أو قرض، بما في ذلك اقتناء العقار اللازم لإقامة المشروع الذي يعتبر مرفقا لفائدة الوطن، ومكسبا للجزائر بعد نصف قرن من استرجاع السيادة الوطنية.
وأردف يتساءل: “هل يعقل بعد كل هذا الزمن من الاستقلال لا زال يجري تكوين طيارين بالخارج، فيما تحرص كافة الدول ذات الامكانيات على القيام بذلك محليا”، مشيرا إلى أن الكلفة خارج الوطن باهظة.
وبخصوص جودة التكوين بهذه المؤسسة، أكّد صاحبها أن لديها مسار جيّد في هذا المجال، وتتوفر على امكانيات بشرية وبيداغوجية ومادية عالية الجودة بدليل حصولها على شهادات اعتماد، ومن تخرّجوا منها يشتغلون اليوم لدى مؤسسات وهيئات عمومية تعرف بالصرامة، وبلغ عددهم اكثر من 500 طيار من مختلف الأصناف. وأكثر من هذا يضيف: ‘’أتكفّل بتكوين تطبيقي لجامعيّين متخصّصين في الطيران مع منحهم منحة مالية عربون تشجيع للكفاءات الجزائرية، ومرافقتها في الانتقال من الجامعة إلى عالم التجربة الميدانية”.
وعمّا يتطلّع إليه، جدّد نداءه إلى الوزير الأول ووزير النقل لإعادة فتح ملف المناقصة ورفع ما وصفه بالظلم في حقه، مؤكّدا أنّ لديه الثقة في الدولة الجزائرية لتنتصر إلى جانب المستثمر والمتعامل الوطني الاحترافي، وبالتالي حماية استثماره من الضياع، علما أنّه يوفّر حوالي 30 منصب عمل دائم والعديد من فرص العمل غير المباشرة، بالاضافة إلى بناء تراكم لخبرات ومهارات في عالم الطيران المدني الذي تتنافس بشأنه الدول.
للاشارة، يجري التكوين بهذه المؤسسة الجزائرية بتأطير أساتذة جزائريّين في التخصص لديهم تجربة تفوق 30 سنة في المجال، فيما ــ كما يحرص عليه محدثنا ــ يشرف على التكوين بأغلب المؤسسات الاجنبية مكونون لا تتعدى تجربتهم الثلاث سنوات، ويمتهنون التكوين للحصول على مسار يعزّز مؤشّر الخبرة للعمل بشركات الطيران. ويفتخر على صعيد آخر بأنّ مؤسّسته بها مكتبة فنية تضمّ 2500 كتاب في ميدان الطيران، كما تخضع إلى عمليات تدقيق منتظمة كل سنة لمراقبة معايير الجودة من كافة الجوانب.
وبالمناسبة يتطلّع لأن يستقبل وزير النقل لمعاينة الواقع عن كثب، “وإذا تبيّن انعدام المعايير المطلوبة أقبل بسحب الاعتماد”، مذكّرا أنّ وزيرا سابقا للقطاع زار مدرسة التكوين هذه وصرح منها أنّ الدولة قرّرت وضع حدّ للتكوين بالخارج، فأين نحن من ذلك اليوم وهو أمر لا يبدو أن الوزير عمار غول يتركه يمرّ دون طلب استيضاحات دقيقة؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024