المؤسسات و القيمة المضافة

تلبية الطلب المحلي.. تقليص الاستيراد والتموقع في أسواق خارجية

فضيلة بودريش

مواكبة التطور التكنولوجي لاستحداث الثروة والديمومة

ما هي القيمة المضافة التي تقدمها المؤسسات الإنتاجية سواء كانت عمومية أو خاصة للاقتصاد الوطني؟.. وكيف تنفتح على التكنولوجيات الحديثة لمواكبة آخر تطورات الآلة الإنتاجية، خاصة في ظرف تتطلّع إليه من أجل اقتحام أسواق خارجية والتموقع الجيد لتصدير من دون انقطاع.. كل تلك الاستفهامات آثارتها «الشعب الاقتصادي» مع العديد من المؤسسات المختصة في مجال الموارد المائية والتي يعوّل عليها في دعم القطاع الفلاحي، بالنظر إلى اتساع نطاق رقعة المساحات الفلاحية.

منتوج عالي الجودة صديق للبيئة
اعتبر باعلي الخير مسير شركة «مغرب بايب» المختصة في صناعة القنوات المصنوعة من الألياف الزجاجية، بأنهم ينشطون في قطاع حسّاس وذا بعد أمني ويتمثل في المياه، ولم يخف أن تصنع في الجزائر يعد في حدّ ذاته تحد حقيقي ويعوّل عليه كثيرا في المرحلة الراهنة في تقليص الاستيراد وفي المرحلة المقبلة في التصدير، حيث يتمّ تصنيع نظام قنوات متكامل أي  كل ما تتطلبه القناة من قطع خاصة، وبالإضافة إلى إجراء الدراسات وتخزين المياه أي الصهاريج، علما أن المصانع تحتاج كثيرا لهذا المنتوج نظرا لكون القنوات تتعرض إلى تآكل سريع.
يذكر أن هذا المصنع يتواجد في المنطقة الصناعية بالمسيلة ويتربع على مساحة 10 هكتارات، وانطلق في الإنتاج في عام 2009، ينتج حاليا ما يقارب 700 كلم في السنة في مجال قطاع الري وقطاع المحروقات، ويغطي بفضل تنوع إنتاجه من الأقطار الصغيرة إلى قطر 2600 متر، حيث موجهة لجميع استعمالات قطاع الري بما فيها الآبار والجر والتحويلات الكبرى وكذا تصفية المياه المستعملة والاستعمال في المصانع الكبرى لتحلية مياه البحر، وإلى جانب تصفية المياه المستعملة، ويسجل تنوع يغطي تقريبا كل ما يحتاجه قطاع الري، وتحدث باعلي عن الشروع في توسعة جديدة لاقتحام مجال المحروقات لأن الجزائر منتجة للبترول ويرى أن السوق واعد لذا يحرص على فتح نافذة على هذا السوق. وفوق ذلك يتطلّع لتقديم منتوج ذا جودة عالمية منافسة ويعتبر منتوج صديق للبيئة. وعلى خلفية أن منظمة الصحة العالمية في كل مرة توصي باستعمال مثل هذه القنوات في المياه الصالحة للشرب، لأنها لا تتفاعل مع الظروف المختلفة للطبيعة من حرارة وملوحة الأرض وبعض العوامل المؤثرة للقنوات للمحافظة على الصحة، وذكر مسير المؤسسة باعلي أن التصدير يعدّ أحد انشغالاتهم حيث توجد عدة محاولات جارية خاصة نحو الدول الإفريقية في ظلّ اللقاءات مع عدة وفود إفريقية منها النيجر والسينغال وموريتانيا، وتحضر الشركة خلال الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في معرض النيجر خلال شهر ماي وبالتالي المشاركة في أربع معارض افريقية خلال السنة الجارية من شهر أفريل إلى غاية شهر ديسمبر، وحول مواكبة التكنولوجيات الحديثة، يرى باعلي أن ذلك يحتاج إلى الاحتكاك المتواصل مع أصحاب الخبرة، لذا يحرصون على المشاركة في معارض وملتقيات دولية، ويجلبون أحيانا مكونين من الخارج وبالموازاة مع ذلك يتم إرسال إطارات للتكوين في الخارج في الدول الأوروبية والخليجية لأن الظروف المناخية تتشابه معنا وهذه القنوات جدّ متطورة لديهم، وفي أوروبا توجد بعض التطبيقات المتطورة.
الابتكار لترقية الفلاحة
وتحدثت ديغو ليندة ممثلة عن مجمع «s five» المختص في صناعة كل ما يتعلّق بأجهزة «الهيدرو ميكانيك» وكذا معالجة المياه وتوفير الحلول الشاملة في معالجة المياه عن تواجدهم القوي في السوق، حيث يعملون مع عدة مؤسسات تتصدرهم «سيال»، ولم تخف أن الإنتاج لديهم مبني حسب الطلب، وأكدت على جودتهم العالية التي تستقطب الزبائن حتى خلال مشاركتهم في المعارض الأجنبية ذكرت من بينها المغرب وكانت بالنسبة لهم البداية لجس نبض الأسواق، أما تحدي استحداث  القيمة المضافة بالنسبة إليهم يتمثل في التركيز على الابتكار كثيرا في الأجهزة بهدف تقديم منتوج ذا جودة عالية وتنافسية وبالتالي الاستمرار في تطوير الأجهزة لدينا
بينما زدادكة لحسن نائب مسير شركة بنيلي التي تعمل مع الشريك على التركيب، حيث لديها وحدة متطورة للتركيب في ولاية، وتعكف على تصنيع المضخات الغاطسة والأفقية، وفوق ذلك تقوم بصيانة المحركات الكهربائية وكل ما يتعلق بالأجهزة التي تستعمل في قطاع الموارد المائية والتجهيزات الخاصة بالحفر، حيث لدينا 400 عامل ومواقع بيع عبر كامل التراب الوطني، علما أن حصتهم في السوق تصل إلى 60 بالمائة، والتطلّع قائم للتصدير نحو البلدان المجاورة، وقال نائب المسير أنهم يعرضون منتوجا جيدا لقطاع الفلاحة، وعلى اعتبار أن الفلاحة توسعت ويسهرون على دعمها بمنتوجاتهم، ويفكرون مستقبلا، في إمكانية صناعة منتجات أخرى بهدف الوصول إلى صناعة 3000 مضخة وكذا 2000 محرك سنويا، وبالتالي مواكبة التطور والاستجابة لطلبات الزبائن، علما أن نسبة الاندماج 70 بالمائة، والعمل جار حتى يصنع كل القطع في الجزائر.
الاكتفاء الذاتي
وقال بوطاهر أيوب مسؤول تجاري في مجموعة بورنان أنه لديهم 3 مصانع، حيث يصنعون الأنابيب الإسمنتية التي  قطرها يتراوح مابين 300 إلى 2000، وكذا أنابيب صرف المياه الضخمة وبالوعات اسمنتية، ويزودون مشروع تهيئة واد الحراش بمربعات اسمنتية حيث تعتبر حلول جيدة، ويسهر على منتوجهم 200 عامل في المصنع الكائن في ولاية برج بوعريريج في طريق المسيلة، أما فيما يتعلق بحصتهم معتبرة رغم وجود منافسة، ولكن بوطاهر اعترف أن السوق متحرك ونشط، وفي كل مرة يطرحون حلولا ويقومون بتطويرها لمواكبة كل ما يستحدث واحترام المعايير، وإلى جانب ذلك يقومون بالتحاليل بشكل مستمر، أما مساهمتهم في استحداث القيمة المضافة فتتمثل في أنه لم يصبح يستورد هذه المنتوجات، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل ويتطلّعون لتحقيق لمزيد من التطور للمنتوج، واغتنم الفرصة ليدعو إلى دعمهم من خلال منع استيراد ما ينتج محليا.
وقف مصباحي محمد رضا مسؤول تجاري لشركة «ستار فيلتر» المختصة في تجهيزات التنقيب لاستخراج الماء  على مسار ودور الشركة في استحداث القيمة المضافة، حيث أوضح أن هذه الشركة رأت النور في 2001، والمدهش أن صاحب الشركة مصباحي الطاهر، من ابتكر آلة صناعة القنوات بالخيوط عمرها طويل، توفر تجهيزات التنقيب ذات عمر طويل توظف 50 عاملا وتحرص على التكون في مراكز التكوين المهني ويتواجد مقرها في الحراش والحميز، حيث تنتج سنويا 200 «فوراج»، وكل ما يتعلق بتجهيزاته بالإضافة إلى صناعة المحطات، بعدما كان هذا المنتوج يستورد من الخارج بسعر باهض بالعملة الصعبة، ومنذ الشروع في التصنيع صار بإمكان المستثمرين أن يتركوا إلى غاية الحفر ويقومون بتقديم الطلبية، وإذا تغير في حجم القطر يمكن أن يغير له وبالتالي لا يخسر الأموال، ويرى مصباحي أن منتوجهم منافس ويحوز على شهادات المطابقة من جميع النواحي، وحتى الرصاصين يتمتعون بكفاءة عالية، هذا ما قلص من حجم الاستيراد، ويعتقد مصباحي أن المصنع الحقيقي ليس له امتيازات كثيرة مقارنة بالمستورد، وتحدث عن شحنات تمت نحو كل من ليبيا وتونس وسوف يتوجهون أسواق مالي والسودان والنيجر، ويعكفون على التحضير للمزيد من التصدير خلال السنة الجارية، علما أن هذا المنتوج غير قابل للصدأ، وسيعكف على الانطلاق في طرح منتوج جديد ويتمثل في رؤوس التنقيب، التي كانت تستورد وسيتم صناعتها بنسبة الاندماج تقدر بـ 50 بالمائة.
هاجس الجودة
في حين بن قرميط محمد عثمان مدير تقني  على مستوى «مؤسسة ميا»  المختصة في صناعة أجهزة صناعية فلاحية، وتعكف على تجهيز ووضع وصيانة المضخات للتنقيب وتعمل مع «إيبارا» اليابانية المتواجد فرعها في إيطاليا، قال أنهم يحرصون على التواجد بقوة في السوق وأهدافهم في كل مرة رفع نسبة الاندماج في هذه الصناعة وبالتالي التقليص من الاستيراد والمساهمة في استحداث القيمة المضافة.
قال عادل بن مسعود رئيس المصلحة التجارية مؤسسة «إسكلاب» المتواجدة بولاية بجاية ولديها مكاتب في كل من العاصمة ووهران وحاسي مسعود أنهم يقومون بتجهيز المخابر، ويعملون بجد من أجل تغطية كامل التراب الوطني بمنتوجهم، حيث أنشات المؤسسة في 2004، وتستوعب 85 عاملا، علما أن أغلبيتهم من الجامعيين والمهندسين ويتعاملون مع أزيد من 20 علامة عالمية من بينها تجهيزات تحاليل المياه، سواء في تحلية مياه البحر أو المياه الباطنية الصالحة للشرب وكذا التحاليل في السدود، علما أنهم يقومون بعملية التركيب وفوق ذلك يوفرون التكوين من اجل الزبائن إلى جانب ضمان خدمات ما بعد البيع، وفوق ذلك يتطلّعون لتوسيع المشروع بعد اقتنائهم لقطعة أرض، بهدف إنتاج بعض التجهيزات الجديدة، في إطار ما أسماه بتوفير في السوق الوطنية أحسن المنتجات العالمية، خاصة الألمانية منها، بالإضافة  إلى تكوين المهندسين الجزائريين، وبالتالي التحكم في طريقة تصنيع هذه التجهيزات المتطورة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024