أكد مدير بورصة الجزائر يزيد بن موهوب عن تسجيل انتعاش في أداء سوق الأوراق المالية، بفعل إقبال العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدخول البورصة واهتمامها بالامتيازات التي توفرها، على غرار التمويل ومنحها السمعة المطلوبة لاقتحام الأسواق الخارجية، ويضاف إلى ذلك التغييرات المدرجة على الصعيد التشريعي، كاشفا في سياق متصل أنهم في كل أسبوع يستقبلون ما بين 3 أو 4 مؤسسات تنشط في مختلف القطاعات، حيث تتقرّب من البورصة للاستفسار عن العديد من المسائل.
«الشعب»: ما هي آخر مستجدات البورصة، خاصة على صعيد الانفتاح على الاقتصاد الوطني؟
يزيد بن موهوب: يمكن القول وبلغة الأرقام، إن البورصة خلال عام 2018، شهدت تطورا محسوسا مقارنة بعام 2017، خاصة ما تعلّق بالقيمة المتداولة وكذا حجم المداولات، وما تجدر إليه الإشارة، فإن القيمة المتداولة حقّقت ارتفاعا لا يقل عن سقف 57 بالمائة، إلى جانب رأس مال البورصة بدوره حقّق ارتفاعا بنحو 9 بالمائة مقارنة بعام 2017، وتحقّق ذلك من خلال دخول أول شركة صغيرة ومتوسطة إلى بورصة الجزائر، وبفعل التغييرات التي قمنا بها على مستوى بعض القواعد القانونية بالنسبة للبورصة،حيث بدأت تعطي ثمارها، وفيما يتعلّق كذلك بتحسين سيولة السوق، عن طريق الانتقال من حصتين في الأسبوع إلى ثلاث حصص، بالإضافة إلى تغيير ما يطلق عليها بالضوابط الخاصة بالتداول، وكل ذلك أفضى إلى بعث نفس جديد بالنسبة للحركية داخل السوق من جهة ومن جهة أخرى، تم تسجيل إقبال كبير بالنسبة للشركات في الوقت الحالي. وبالموازاة مع ذلك نستقبل العديد من أرباب الشركات التي وجدناها متعطشة للاطلاع والتعرف على كيفية إدراج الشركات على مستوى البورصة وطبيعة الامتيازات والمزايا التي سوف يضيفها لها سوق البورصة.
السمعة الجيدة ورفع رأس المال
هل يمكن تحديد عدد المؤسسات المهتمة بدخول البورصة وتلك التي قررت التواجد في هذا السوق المالي؟
نستقبل أسبوعيا ما بين 3 أو 4 مؤسسات تنشط في مختلف القطاعات، حيث تتقرب من البورصة للاستفسار عن العديد من المسائل، بل أن بعض الشركات بعد تقربها من البورصة واجتماعنا بممثليها، لا تتردّد في أخذ القرار لدخول البورصة وتتحمس لذلك، بفضل ما توفره البورصة من إمتيازات مهمة، على غرار تمويل مشاريع الشركات ومنحها سمعة جيدة وكذا رفعها من رأس مال المؤسسة، وكل ذلك يعد مؤشرا إيجابيا لسوق الأوراق المالية مستقبلا.
أما بخصوص عدد المؤسسات التي ينتظر انضمامها للبورصة خلال عام 2019، يمكن حصرها في 4 شركات والتي أبدت رغبتها لالتحاق بالبورصة وتحضر لذلك، ونذكر من بينها شركة «ألغرين»، التي كشفت شهر ديسمبر الماضي عن نيتها في إطار إعادة تهيئة الشركة دخول البورصة، ويضاف إليها شركة خاصة تنشط في القطاع الزراعي، وتعكف على زرع مختلف المنتجات ومن ثم تصديرها نحو أسواق خارجية، وشركة تنشط في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة وأخرى في قطاع وشركة تنشط في الصناعة الغذائية والتي قطعت نصف المسار وسوف نعلن عنها في الوقت المناسب طبقا لرغبتها في ذلك.
تكوين الإطارات وتوفير المعلومات
ما هي الأولويات التي تمّ تسطيرها على مستوى البورصة لتفعيل دورها في تمويل وإنعاش المنظومة الاقتصادية؟
شرعنا في الاستثمار والتركيز على عملية الترويج لمنتوجات البورصة، وفي هذا الإطار سوف نواصل مجهوداتنا لاستكمال الولايات التي لم نقم بزيارتها في السنوات الماضية، وبالتالي التقرب أكثر من المتعاملين الاقتصاديين، من أجل تحسيس المؤسسات والجامعات على حدّ سواء بالمزايا والدور الذي يمكن أن تلعبه البورصة وطريقة دعمها للمؤسسة الاقتصادية، إلى جانب الاهتمام بالمشاكل التمويلية، وإدراج البورصة كنظام تمويل جديد، ولا يخفى أننا سوف نبرم قريبا اتفاقيات مع شركاء في الجزائر وشركاء أجانب في الخارج، في إطار برنامج تكوين إطارات البورصة وكذلك إطارات الشركات الاقتصادية، لأن التمويل عن طريق البورصة يعد أمرا جديدا بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين، ودون شك لن نبخل عليهم بمختلف المعلومات والتقنيات التي تسمح وتساعد على تحضير أنفسهم لإدراج شركاتهم ضمن سوق البورصة. وأوضحنا لهم بأن البورصة تلعب دورا كبيرا في منح سمعة للشركات، خاصة تلك التي تصدر، بل والعمل على مساعدتهم على اقتحام الأسواق العالمية بكل أريحية، إلى جانب توفير لها كل الدعم الذي تحتاجه في معركة الإنتاج وبلوغ مستوى الجودة المطلوب، علما أننا لا نفرق بين قطاع وآخر والنسيج الاقتصادي كله يخلق الثروة ويستحدث مناصب الشغل ويحقّق التنمية.
السوق مفتوح والاحتياطات رصدت
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه البورصة في مكافحة الفساد وتبييض الأموال وكذا محاربة تمويل الإرهاب؟
لدى الحديث عن دور تطوير سوق الأوراق المالية، يتبادر إلى الأذهان أنه يمكن للبعض تبييض الأموال، لكننا في هذا المقام نوضّح أن السلطات العمومية أخذت كل احتياطاتها، أي من خلال هيئة مراقبة عمليات البورصة وإلى جانب أنها أصدرت نصا تشريعيا خاصا يتضمن توصيات تطبّق في الوقت الحالي في البورصة، تتعلّق باقتناء معلومات جديدة تسمح بوضع المسؤولية على عاتق الوسطاء ومسيري بورصة الجزائر وجميع الفاعلين على مستوى السوق، بالإضافة إلى أن جميع الاحتياطات وضعت ويتطلّع نحو الاستمرار في هذا التوجّه، حيث توجد اتفاقيات تبرمها بورصة الجزائر مع بورصات أجنبية، تسمح بالإطلاع على تجارب أجنبية للاستفادة من خبرة هذه المؤسسات في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
هل من معلومات عن انضمام مؤسسة عمومية للبورصة مستقبلا؟
إن السوق مفتوح أمام مختلف الشركات، وانضمام المؤسسات العمومية خاضع لقرار المالك الأساسي المتمثل في الدولة، ونحن نرحّب بذلك والإمكانية واردة.
