أنفاق خراطة ببجاية تحتاج إلى شروط السّلامة المرورية
تشكّل أنفاق خراطة التي تتوسط الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين ولايتي بجاية وسطيف خطرا كبيرا على مستعمليها من أصحاب المركبات، بسبب تزايد عدد ضحاياها سنويا جراء حوادث الطرق التي تقع داخلها، حيث يعتبر المسلك الوحيد لبلوغ الولايات المجاورة مرورا بولاية سطيف بطول 7 كلم.
بحسب عديد السائقين ومنهم «أحمد» صاحب حافلة، الذي أكد في تصريح لـ «الشعب»، أن أنفاق خراطة الثلاثة تشكل خطرا على مستعمليها، حيث لا يكاد يمر يوم حتى تسجل بداخله حادثة اصطدام بين مركبة وأخرى، مثلما وقع يوم الأحد الفارط، بعد اصطدام سيارتين وخلف 4 جرحى في حالة خطيرة، بسبب ضعف الرؤية، نقص الإنارة وتوقف آلات التهوية.
ومكّن هذا الانجاز في وقت سابق من تذليل مختلف المخاطر التي كان يعرفها مستعملو الطريق باعتبار أن معاناتهم انتهت على مستوى الطريق القديم، الذي كان يشهد ضغطا كبيرا وعدم استجابته للسيولة المرورية، إلى جانب تساقط الحجارة من الأعلى ما شكّل خطرا محدقا على أصحاب المركبات، وهذه الفرحة لم تدم كثيرا لأن الصيانة داخل الأنفاق غائبة والخطر قائم.
وعليه وجّه «احمد» نداء للمسؤولين المحليين لإصلاح الإنارة، معدات التهوية، ووضع حد لتسربات المياه خاصة في فصل الشتاء، إلى جانب طلائه ووضع رادارات بداخله لمراقبة حركة السير، لتفادي حوادث المرور.
من جهته، أكد «ناصر» من مدينة خراطة، أن هذه الأنفاق لا ترقى إلى المستوى المعمول به عالميا، ولم تحقق الأهداف المنتظرة التي أنجزت من أجلها، بسبب عدد الضحايا والخسائر التي حصدها ويحصدها منذ بداية فتحها، حيث زادت من معاناة مستخدميها بسبب افتقارها لأدنى شروط السلامة المرورية، كانعدام الأضواء واللافتات لإرشاد السائقين ومعدات التهوية، ما جعل عابروها في خطر.
وقال «ناصر»: «بالرغم من أن نفق خراطة محور رئيسي وذا أهمية على المستوى الاقتصادي والسياحي، وعلى الجهات الوصية التحرك سريعا لإيجاد حلول معقولة تضمن سلامة وأمن المواطنين وسياراتهم، خاصة وأن هذا النفق يبقى النقطة السوداء الرئيسية في ولاية بجاية، وأصبح يثير الخوف والرعب في نفوس كل من يسلكه».
للإشارة، أطلقت مديرية الأشغال العمومية أعمال التهيئة والترميم، الرامية من اجل عصرنة الأنفاق في مجال السلامة والتهوية والإضاءة، غير أن تلك المجهودات تبقى غير كافية وتتطلب تسخير الإمكانيات الضرورية، خاصة أن هذه الأنفاق قديمة وتمّ فتحها سنة 1988، وتلعب دورا أساسيا في النقل البري، إذ تمر عبره أزيد من 30ألف مركبة يوميا من بجاية إلى ولاية سطيف ذهابا وإيابا، وهي من أكثر الأنفاق خطورة على المستوى الوطني.