تشهد عاصمة البلاد حركة تضامنية واسعة النطاق، خلال هذا الشهر الفضيل، تعددت فيها أشكال التكفل والرعاية بالأشخاص والعائلات المعوزة، ولعلّ أهم ما ميز هذه الالتفاتات الإنسانية هي مطاعم الرحمة التي فتحت أبوابها، منذ اليوم الأول أمام كل محتاج ضاقت عليه إمكانياته المادية في أن يخصّص لنفسه مائدة الإفطار.
«الشعب» وقفت عبر جولة استطلاعية على عدد من المطاعم التي تم تخصيصها لإفطار المحتاجين، عبر عدد من شوارع بلديات العاصمة، مكنتنا من الاطلاع على مختلف اللافتات العريضة التي تحمل اسم مطاعم الرحمة، التي وجدناها تعّج بالمتطوعين الذين أردوا القيام بعمل خيري خلال هذا الشهر الفضيل صور مزجت بين جهود تضامنية لمختلف السلطات المحلية والمجتمع المدني وعدد من المحسنين الذين سهروا على تقديم خدمة للصائم و إدخال الفرحة في قلبه.
موائد الرحمة للضيوف عبر عدد من بلديات العاصمة، ميزتها أجواء من المودة والعطاء لقلوب عزمت على أن تتضامن، ساهمت فيها عدة جهات وجمعيات من مديرية التضامن الوطني، الهلال الأحمر، الكشافة الإسلامية،...حيث تقف كلها على تجهيز طاولات بأشهى المأكولات والحلويات التقليدية لا تختلف في شيء عن مائدة رمضان للعائلات المستورة.
وصل التضامن مع هذه العائلات المحرومة الى حد قياسي، ميزه التنافس على خدمة المحتاجين وتقديم وجبة الإفطار فبعيدا عن الطاولات المنّصبة، سجلنا عمليات توزيع علب تحوي الأكل من طرف الشبان المتطوعين، الذين أبوا إلا أن يساهموا في إفطار عدد من المتشردين وعابري السبيل، وهي العملية التي سمحت الوصول الى شريحة واسعة، حيث يتم تسجيل، بحسب تقديرات بعض المتطوعين، تقديم أكثر من 5 ألاف وجبة يومية عبر إقليم العاصمة.
كما كان لنا فرصة الوقوف على هذه العملية التضامنية عبر كل من مطعم «الموحدين» بالجزائر الوسطى ومطعم «الرحمة» بشارع حسيبة بن بوعلي ببلدية سيدي محمد، حيث يصطف عديد المواطنين في أوقات قليلة قبل الإفطار، وفي مقدمتهم المتشردين الذين يكونون في رحلة البحث عن لقمة الأكل، تحت إشراف عدد من المتطوعين للهلال الأحمر والكشافة الإسلامية الذين يقومون بتوجيه الوافدين إلى المطاعم، وهو الأمر الذي كرس السير الحسن لعملية إفطار الصائمين التي تسهر على توزيع ما يقارب 300 وجبة يوميا.
سجلنا التحاق عدد من الشبان البطالين وكذا الجامعيين وبعض الإطارات ومختلف شرائح المجتمع الى مطاعم الرحمة للمساهمة في العمل الخيري، من خلال تحضير الطاولات وغسل الأواني وهم في كامل سعادتهم، لأن الهدف الذي جمعهم هدف واحد يمثل الخدمة التطوعية القائمة على مبدأ الإنسانية، المشهد نفسه يتكرر عبر عدد من بلديات العاصمة التي تسهر هي الأخرى على تقديم وجبات ساخنة لفائدة الفئات المعوزة في جو يسوده العمل الخيري التضامني.
جدير بالذكر أن وجبات الإفطار الساخنة التي يسهر على سلامتها فرقة مراقبة تقوم بصفة دورية بجولات عبر هاته المطاعم التطوعية من أجل مراقبة مدى صحة المأكلولات المقدمة ونظافتها تفاديا لتسجيل حالات التسمم.