تعرف الأسواق الاستهلاكية، وخاصة أسواق الخضر والفواكه بولاية سطيف، ارتفاعا للأسعار في العديد من السلع، هذا ما وقفنا عليه، عند تجولنا بأسواق الخضر والفواكه في العديد من النقاط، خاصة بعاصمة الولاية.
وإذا كانت أسعار الدجاج، مازالت تحافظ على حدود مقبولة لحد الآن، ما بين ١٩٠ إلى ٢١٠ دج للكيلوغرام الواحد منذ حوالي شهر ونصف، فإن البيض يوجد في سقف ١٠ دج للبيضة الواحدة.
أسعار اللحوم الحمراء ليست في متناول أصحاب الدخل البسيط والمتوسط ،إذ مازالت تفوق قدرة المواطنين بأسعار لا تقل عن ٨٠٠ دج للكيلوغرام الواحد، مما حرم الكثير منهم منها، واستغنوا عنها مكرهين لصالح الدجاج، كما تعرف الأسماك، وخاصة السردين، منذ عدة شهور، أسعارا خيالية، جعلت العديد من العائلات تستغني عنها، رغم أهميتها الغذائية، إذ لم تنزل أسعارها عن ٤٠٠ دج، وهي أسعار قياسية في ولاية رغم أنها غير ساحلية، إلا أنها تمثل سوقا وطنية للأسماك، بالنظر لانتشار عدة بائعين للمادة بالجملة وحتى بالتجزئة بتراب البلدية عاصمة الولاية ومناطق أخرى من الولاية. ورغم الإجراءات التي اتخذتها المديرية الولائية المعنية في المدة الأخيرة لإنعاش هذه التجارة، إلا أن النتائج لم تظهر بعد، بل أن السردين أصبح مفقودا في الأسواق في الآونة الأخيرة، ولعلّ الندرة المعاينة سواء كانت مقصودة أم لا، ساهمت في عدم نزول الأسعار واستقرارها عند الحد المذكور.
اما في مجال الخضر والفواكه، فإن اللافت للانتباه، هو المفارقة العجيبة في سعري أهم مادتين في الخضر، وهما البطاطا والبصل، فإذا كانت البطاطا أسعارها معقولة، إذا لم نقل أنها منخفضة، بسبب العرض الكبير لارتفاع إنتاجها الموسمي، وتعرض حاليا بأسعار بين ٢٥ إلى ٣٠ دج للكيلوغرام، فإن البصل الذي يستحق اسم البطل، قد حطم منذ شهور الرقم القياسي، ببلوغه سعر ١٤٠ دج للكيلوغرام، متجاوزا العديد من الفواكه وعلى رأسها البرتقال، وهو سعر غير مقبول تماما، باعتباره مادة أساسية لتحضير أي مرق بل وأي طبق.
وعبّر المواطنون عن استنكارهم ودهشتهم لهذا المستوى الذي بلغه البصل، باقي بعض الخضر تشهد كذلك أسعارا مرتفعة كالخس بـ١٠٠ دج والثوم بـ٣٥٠ دج والفلفل بـ٨٠ دج.
أما الفواكه، فإنها تشهد هي الأخرى زيادة في الأسعار، خاصة مع انقضاء فصل الشتاء، حيث تعرض البرتقال بما يزيد عن ١٠٠ دج للنوعية المتوسطة، أما الفواكه الأخرى كالتفاح والموز والفراولة وحتى التمور، فأسعارها ليست في متناول أصحاب الدخل البسيط والمتوسط، إذ تعرض في الأسواق بأسعار مرتفعة نسبيا وهي ٢٢٠ دج و١٥٠دج و١٦٠ دج و٣٠٠دج على الترتيب، وحتى الليمون عرف في الأسبوعين الأخيرين زيادة قدرت بمائة بالمائة، إذ يباع بـ١٢٠ دج بعد أن كان سعره لا يتجاوز ٦٠ دج في أحسن الحالات.
وهكذا تبقى معاناة المواطنين في سطيف مع أسعار المواد الاستهلاكية متواصلة، رغم الطابع التجاري للولاية، وهناك من يعدو ذلك إلى القضاء على الأسواق الفوضوية، الخريف الماضي، بعد قرار الحكومة، وهي التي كانت تشكل فضاء للمنافسة بين التجار، مع الوفرة الكبيرة في العرض، غير أنه يبقى رفع الإنتاج إلى حدود قياسية من طرف القائمين على الفلاحة، هو الحل الوحيد لهذه المشكلة المزمنة التي تؤثر حتى على الأمن الغذائي للبلاد.