تشهد عديد البلديات بولاية بجاية تسرب كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب، حيث تضيع يوميا على مرأى من الجميع بشكل مؤسف، تتمثل أساسا في قرى بلديات توجة، تازمالت، أقبو، سيدي عيش، بالإضافة إلى معظم الطرقات التابعة لها.
كل هذه القرى شاهدة على الخسائر الجسيمة لهذا العنصر الثمين، وقد عجزت مصالح الجزائرية للمياه بفعل تعدد هذه التسربات، عن إصلاح كل أنابيب شبكة التموين بالمياه الصالحة للشرب، التي أصيبت بالصدأ والتآكل.
وفي هذا الصدد يقول مواطن من قرية معاتق، ‘الوضع لا يطاق بسبب تسربات المياه، والضرر لحق حتى بالأنبوب الرئيسي الذي يزود كل سكان المنطقة بالمياه التي يتم ضخها من محطة بوعيد، وقد تم إصلاحها منذ مدة طويلة عن طريق استبدال أنابيب الشبكة بأخرى، إلا أنه و لحد اليوم لم يتم الشروع في أية أشغال.
وعليه، يتواصل تسرب كميات هائلة من المياه، والتي كثيرا ما يكون السبب الكامن وراء ضياعها سكان من المنطقة، قاموا بانجاز أشغال فألحقوا على إثرها، أضرار بالشبكة ولم يتكبدوا عناء إصلاحها، وفي أحيان أخرى تعدّ مؤسسات البناء والأشغال العمومية المتسببة في هذه الأضرار في الشبكة، والعجيب في الأمر أنها تنهي أشغالها وتمضي دون أن تولي أي اهتمام بأمر إصلاحها’.
وتضيف مواطنة في نفس السياق، ‘ظاهرة أخرى مؤسفة تسبب في ضياع وتبذير كميات هائلة من المياه، تتمثل في أبراج المياه التي تفيض باستمرار خاصة في فصل الشتاء، بسبب تعطل أجهزة الأمن المتمثلة في العوّامات التي من شأنها الحلول دون وقوع الخسائر، وقد تمت معاينة تضرر العديد من هذه العوامات على مستوى عدد هائل من أبراج المياه، ولكن لا يبدوا أن استبدالها أمر عاجل، إذ أنها على هذه الحال منذ مدة طويلة’.
ووسط هذه الأوضاع الكارثية، ليس هناك مواطن بالمناطق المذكورة، إلا و هو على يقين بهذه الخسائر الناتجة عن الأسباب التي سبقت الإشارة إليها، والتي تضيع على إثرها كميات هائلة من المياه، لكن تيقنهم بذلك عديم الجدوى، إذ يعاني المئات منهم من أزمة المياه التي تمسّهم كلما حتى في فصل الشتاء.
وعليه ووفقا لما سبقت الإشارة إليه، يجب تجسيد سياسة التسيير العقلاني للموارد المائية، من طرف الجهات المعنية ولا تبقى مجرد كلام في مهب الريح، حيث إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الكميات الهائلة من المياه التي تضيع يوميا، في الوقت الذي توجد فيه مناطق أخرى تواجه صعوبات في التوين بالمياه الصالحة للشرب.