توجد قرية «بوحفاش» التابعة لبلدية فناية في حالة حرجة، حيث يطالب مجموعة من المواطنين القاطنين بها، تدخل السلطات المعنية في أقرب الآجال، قصد التكفل بانزلاق التربة الذي يهدد بدفن العديد من البنايات بمن فيها.
في هذا الصدد، أعرب السيد عبد الرحمان أحد سكان القرية الذي التقت به «الشعب»، على مستوى المركز الإداري البلدي عن خوفه وقلقه الشديدين حيال هذا الوضع قائلا: «لقد نتج هذا الانزلاق الذي لا يعد الأول من نوعه، عن الأمطار التي عرفتها المنطقة منذ ثلاثة سنوات، ومنذ ذلك الحين والخوف يملأ قلوبنا، عندما تتهاطل الأمطار لا يغفل لنا جفن، خوفا من أن يحشر الانزلاق منازلنا في الوادي».
في حين عبّر مواطن آخر بالقول: «يمثل هذا الوضع خطرا حقيقيا، حيث أن العديد من العائلات تعيش تحت تهديد مستمر، كما لو كان سيف دامكليس معلقا فوق رؤوسها، وأنا بصدد التساؤل، هل سنكتفي بالانتظار حتى يفوت الآوان ويحدث ما لا يحمد عقباه؟».
هذا وتشير مجمل تصريحات متحدثينا، بأنهم لجؤوا إلى السلطات المعنية مرات عديدة، ملتمسين منهم إيجاد حل لهذه المشكلة، ولكن من دون جدوى، وتأسف معظمهم لهذا الأمر قائلين: «لقد أبلغنا مسؤولو المجلس الشعبي البلدي عجزهم عن حل هذه المشكلة، في حين وعدتنا مصالح المديرية الحضرية بالتدخل، ولكن إلى غاية اليوم، لم تتجسّد أي من هذه الوعود».
وعلاوة على هذا، التقينا بمواطنين آخرين من القرية حائرين وخائفين، أصرّوا على دقّ ناقوس الخطر، وحذّروا من أن حياتهم قد تنقلب في أية لحظة وتأخذ منعطفا كارثيا يودي بحياتهم، ومن بينهم هذا المواطن الذي كان الغضب باديا على وجهه وهو يقول: «يؤسفني تكرار هذا، ولكن ما إن تتساقط الأمطار الغزيرة الأولى لهذه السنة، حتى تقع مجزرة بهذا المكان».
وصرّح أحد مسؤولي المجلس الشعبي البلدي، عن تفهّمه للقلق الدائم الذي يرافق سكان القرية، وصرح في محاولة منه لطمأنة المواطنين بأن التكفل بهذا الانزلاق الراجع إلى 2013، متضمن ووارد في البرامج القطاعية، مضيفا بأنه قد تم تعيين مكتب دراسات من أجل التكفل بالجانب التقني للمشروع، وفي انتظار التجسيد الفعلي للمشروع يبقى الخوف يخيم على القاطنين بالمنطقة.