تفضل بعض العائلات الجزائرية الألبسة المستعملة في كسوة ابنائها، خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد رواجا كبيرا نظرا لما يتطلبه من ملابس ذات نوعية، وهو الأمر الذي وقفنا عليه بسوق بومعطي.
دخلنا سوق بومعطي فلاحظنا فيه اكتظاظا كبيرا على أساس أنه يوم السبت وهو يوم وصول السلعة الجديدة، وعلمنا من أصحاب الطاولات أن الأيام التي يعرف فيها السوق اقبال واسعا هو يوم السبت المصادف لوصول البضاعة الجديدة وأيام التخفيض وتسريب السلع الموجودة بأسعار رمزية، الأمر الذي يعتبر فرصة لجل المواطنين وليس الفقراء، فصاحب الطاولة قال إن «ليس كل من يشتري الشيفون فقيرا»، مؤكّدا أنّ «الفريبري» سلعة محترمة وأغلبها «ماركة « وهي وإن كانت قديمة فهي أحسن من الملابس أخرى وإن كانت جديدة، وأغلب من يقبلون عليها يبحثون عن سلع متميزة لا يقدرون على تكلفتها حيث تباع جديدة.
نفس الشيء أكّده «مراد»، صاحب طاولة لبيع الملابس المستعملة بالسوق قائلا إن زبائنه من جميع الفئات الفقيرة والمتوسطة والغنية، ولديه زبائن معيّنين يتّصل بهم شخصيا عند وصول سلعة جديدة ليكونوا أول من يطلع عليها، وعن الأرباح التي يجنيها من هذه التجارة أفاد المتحدث أنها مثل أي تجارة أخرى، وعلى التاجر ان يتوقع الربح والخسارة لان التجار يستلمون سلعهم مغلقة ولايعرفون ما فيها، فأحيانا يستلمون سلعا غير مطلوبة ولا تلاقي رواجا عند الزبائن.
أما الأسعار قال إن سوق بومعطي معروف باسعاره المعقولة مقارنة بمحلات بيع الملابس المسعملة المنتشرة بجميع مناطق العاصمة، غير أننا ذهلنا عند قيامنا بجولة بين طاولات السوق اسعار بعض الملابس تفوق بكثير أسعار الملابس الجديدة، وهو الامر الذي برره المتحدث هو أنها «ماركات عالمية» وأصلية مستوردة وغلاء أثمان بيع هذه السلع بالجملة مع زيادة قيمة الأورو، إذ أصبح سعر البالة من النوع الجيد يصل حتى 50 ألف دينار بعدما لم يكن يتجاوز سابقا 35 ألف دينار، وهو ما انعكس على سوق التجزئة الخاص بهذا النشاط لتصبح القطعة الواحدة تباع بين 350 حتى 800 دينار بالأسواق الشعبية التي كانت تعرضها سابقا بما بين 100 و400 دينار.
سألنا بعض الزبائن الذين التقيناهم بالسوق عن سبب اقبالهم اقتناء مثل هذه الملابس فأكدوا بانهم قد تعودوا على ذلك، وأن ارتدائها لا يتسبب في أي امراض جلدية، وأنهم يقومون بغسلها جيدا قبل استعمالها، وانهم يقتنوها بالنظر إلى اسعارها المتدنية ونوعيتها الرفيعة ذات الماركات العالمية على اعتبار انها ملابس مستوردة.
غير أن بعضهم اشتكوا من ارتفاع أسعارها في الآونة الاخير، حيث أصبحت أسعار الملابس المستعملة تضاهي على حد قولهم اسعار الملابس الجديدة واحيانا تفوقها بكثير، حيث أكد إحدى السيدات بأن سعر زوج من الاحذية المستعملة من ماركة ايطالية قد وصل سعره باحدى محلات بيع «الشيفون» بالقبة 12 ألف دينار، وتعدّى سعر معطف شتوي من ماركة فرنسية 10 الاف دينار، مما أدى إلى عزوف العديد من المواطنين عن اقتناء هاته الملابس وكذا نتيجة التحذيرات التي اطلقها مجموعة من المختصين في مجال الصحة من ارتداء هذا النوع من الملابس.