«تازمالت» تقاوم التحديات اليومية

متى يعاد الاعتبار للصّناعات التّقليدية؟

بجاية: بن النوي توهامي

يعاني سكان ‘’تازمالت»، الواقع في أعالي بلدية بوجليل، جملة من النقائص التي عكرت صفو حياتهم، حيث أنه بالرغم من كونه نقطة اتصال بين مختلف المناطق المحيطة به، إلا أن مصيره على مرّ الزمن، لم يكن سوى العزلة، النسيان والتخلف.
وفي هذا الصدد، يقول ممنثل عن السكان لـ «الشعب»: «يتضمن هذا الدوار سبعة قرى محصورة بين ثلاثة مراكز إدارية ببلدية تتمثل في بوجليل، أيت رزين، وإغيل علي، وتعد هذه القرى السبعة تابعة لبلدية بوجليل، و تتمثل في تانسووت، أيت سعيدة، تاوريرت، تالفسة، أيت داسن، تيزي علوان وأيت حلاسة، وبالرغم من غياب أي نشاط اقتصادي بالمنطقة إلا أن سكانها استطاعوا البقاء ولم يهجروا أراضيهم، باعتمادهم على الزراعة الغذائية وتربية المواشي والدواجن وزراعة الزيتون، قضاء احتياجاتهم الأساسية وتوفير حياة كريمة.
ولكن المثير للدهشة هو تاريخ هذه القرى المجيد، إذ كانت بها حتى السنوات الأولى التي تلت الاستقلال ورشات للمهن الحرفية، سهر على ازدهارها حرفيون عُرفوا بخفتهم ومهاراتهم النادرة، ويروي شيوخ القرية الذين عاشوا هذه الفترة الميمونة التي عرفها دوار تازمالت، والدموع تملأ أجفانهم، أن تلك الفترة التي كان فيها الحرفيون يصنعون كل أصناف المنتجات، بعيدة كل البعد عن ما آل إليه الدوار حاليا وأنه ما من مجال للمقارنة بينهما، فقد كان لكل قرية حرفيوها ونشاطاتها التي كانت تميزها عن غيرها من القرى.
فعلى سبيل المثال، كانت قرية «أيت داسن» معروفة بعائلاتها، التي تخصصت في صناعة المجوهرات الأماريغية والصياغة، ولكن المؤسف في كل هذا، كون هذا النشاط أضحى على وشك الزوال في أيامنا، حيث لم يعد يخلد هذه الحرفة التقليدية الموروثة سوى بعض الصائغين.
كما اشتهرت قرية «تانسووت» الواقعة على تلة، بصناعة مختلف المواد و الأدوات الجلدية كمحافظ النقود (إطزذامن) والأحزمة والأساور والحقائب والأحذية، وحاليا اختفت معظم هذه المهن الحرفية التي مورست لقرون من قبل القرويين، ويعود سبب اختفائها إلى الانتشار المكثف للصناعة والمنافسة الشرسة، وكذا عمليات استيراد مختلف المنتجات، الصينية على وجه الخصوص، ما أدى إلى القضاء على النشاطات الحرفية القروية.
من جهة أخرى، أصبح «دوار تازمالت»، بعد أن عرف العصر الذهبي، مهجورا ومهملا وأصبحت العزلة رفيقة سكانه الذين يبلغ عددهم 6500 نسمة، لم توضع تحت تصرفهم أية وسائل نقل، حيث أن الناقلين التابعين للبلدية لم يضمنوا أية خدمة نقل لهذا الدوار، الذي أضحت قراها منسية من قبل السلطات المحلية.
وعليه نحن نطالب بالتفاتة حيقية تخرج هذا الدوار الكبير من عزلته، وتعيد البسمة والاستقرار للأهالي، الذي بالرغم من نقص الإمكانيات والضروريات، إلا أنهم تشبثوا بأرضهم ورفضوا هجرها أملا في غد أفضل».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024