غزو القردة لمساحات فلاحية بأطلس البليدة:

خسائر مادية كبيرة في المنتوجات الأساسية

البليدة: لينة ياسمين

وجّه فلاحون ينشطون بالزارعة الجبلية بسلسلة الأطلس البليدة، نداء استغاثة موجه بالخصوص للمصالح الغابية، بغرض التدخل وإنقاذهم من غزو قردة الماغو المغاربية وعبثها بمحاصيلهم، بحثا عن الطعام، الأمر الذي كلفهم خسائر مادية كبيرة، وبعثت فيهم الخوف من ازدياد إعداد القردة وحجم الخسارة، خاصة وأن هذا النوع من الزراعة يعد مصدر رزقهم وعيشهم الوحيد.
وأكد بعض الفلاحين لـ»الشعب»، أنهم يمتلكون أراض فلاحية تنتشر فوق مساحة تزيد عن الـ 100 هكتار بكل من حظيرة الشريعة والمناطق الجبلية المتاخمة في حدودها الجنوبية مع ولاية المدية، مثل مناطق سيدي سالم وبوغدو والقلعة ومسنو وسيدي سرحان ومناطق جغرافية أخرى، ومع استتباب الأمن وعودة الأمن والأمان، عاد أصحاب تلك العقارات واستثمروا فيها بزراعة الأشجار المثمرة، مثل الرمان والمشمش و»البلاك مين» التي تشبه الطماطم، والخوخ والزيتون والتفاح والإجاص وحتى البرتقال والليمون، بالإضافة إلى زراعة الخضروات والثوم و البقوليات والخس والبقدونس والقسبرة، استعملوا فيها أسمدة حيوانية ونباتية طبيعية خالية من أي مواد كيماوية، وقطفوا الثمار وجنوا المحاصيل بعد أن مدوا أنابيب نقل المياه للسقي، وبنوا الأحواض واسطبلات لتربية الماشية والطيور الداجنة وسط الطبيعة الجبلية العذراء، فعادت الحياة إلى تلك المناطق الجبلية التي كانت إلى وقت قريب مناطق محرمة عليهم وعلى غيرهم، وتوسّعت رقعة المستثمرين الفلاحيين إلى أعداد أكبر، لكن عودة القردة بإعداد ملفتة وهجومها على بساتينهم، حولت تلك المساحات المغروسة الى ما يشبه مناطق خاصة بهم، عبثوا بالثمار في بحثهم عن الطعام، وألحقوا بمزروعاتهم خسائر مادية، اضرت بعدد كبير من الفلاحين، خاصة وأن قردة الماغو لم تترك لهم أي نوع نباتي دون أن تعبث به، بما في ذلك الثوم والبقدونس والنعناع، فجميع انواع النبات تقريبا أتت عليه، والتي هي بدورها هجرت المناطق التي قل بها الطعام، بسبب  العشرية غير الآمنة وهجرة الفلاحين وسكان المناطق الداخلية وشبه المعزولة، ولم يعد أمام تلك الحيوانات سوى البحث عن مناطق أخرى بها الطعام، والمثير يعترف البعض من حماة الطبيعة والجمعيات الناشطة في المجال الايكولوجي، أن  قردة الماغو تمّ مشاهدتها وهي تقفز فوق أسطح منازل لأحياء شعبية بقلب مدينة البليدة، وهو الأمر الذي لم يسبق وأن شاهده السكان، ويعني بأن فعلا القردة أصبحت محاصرة هذه المرة بسبب قلة الطعام و ربما بسبب الحرائق التي أتت وقضت الغطاء النباتي، مصدر قوت هذه الأنواع الحيوانية، وأمام هذه الحقيقة الجديدة، يأمل الفلاحون المستثمرون بالمناطق الجبلية أن يتم ايجاد حلول، تنقذ محاصيلهم من هجوم و عبث القردة، وتجنهم خسائر استثماراتهم في الأرض، كلفت الواحد منهم رساميل قاربت من الـ 200 مليون سنتيم للفلاح الواحد.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024