شهدت مختلف الأحياء والشوارع المحيطة بمختلف المدن الكبرى لتيبازة عشية عيد الأضحى عدّة عمليات تطوعية تعنى بمجمل أوجه التنظيف وتصريف النفايات العالقة، قادها شباب وآخرون من المجتمع المدني النشط، فيما تبقى هذه السلوكات الحضارية بعيدة كل البعد عن أذهان هؤلاء على مدار أيام السنة.
وفي ذات السياق، فقد أقدم العديد من الشباب إما فرادى أو في شكل مجموعات تطوعية صغيرة لتنظيف الشوارع وزوايا الحياء بمختلف المدن الكبرى التي تعجّ بالنفايات على مدار السنة، وهي الظاهرة التي وقفنا عليها عن قرب بكل من فوكة وبوسماعيل وحجوط والقليعة، بحيث وعلى مستوى أحياء عديدة بحيث لبّى هؤلاء عن طواعية نداء الاولياء والأمهات على وجه الخصوص
والمتعلقة بمناسبة العيد التي تعتبر موعدا سنويا متميّزا لا يعقل بأن يمرّ على المجتمع دون تميّز من حيث النظافة وممارسة الطقوس المرتبطة بكل ما هو من حضارة و تمدّن، في حين تبقى باقي أيام السنة خاضعة لتجاذبات المد والجزر بين المجتمع المدني والسلطات المحلية، الأمر الذي يستدعي تنظيم عدّة حملات تحسيس وتوعية في أوساط المواطنين عموما تعنى بربط حملات النظافة وتصريف النفايات.
غير أنّ ما تجب الاشارة اليه، أنّ المواطنين ليسوا هم وحدهم من جنح للتطوع من أجل تنظيف الأحياء عشية العيد، وإنّما جنّدت السلطات على اختلاف مواقعها امكانيات مادية وبشرية ضخمة لتنظيف الساحات العمومية والشوارع الرئيسية للمدن، الأمر الذي اعطى للظاهرة صفة المناسباتية التي ألفها المواطن البسيط من حيث ربطها بعيد الأضحى، في حين يتخلى الجميع عن أداء هذا الدور الحضاري طيلة أيام السنة. ومن هذا المنطلق فقد نادت عدّة جهات معنية بحماية البيئة ونظافة المحيط بضرورة ترقية ثقافة العناية بالمحيط باعتبارها تعتبر جزء لا يتجزّأ من حضارة المجتمع التي لا ترتبط بالزمان لوحده، وإنّما يجب أن تتواصل عبر مختلف الأقاليم والمواقع على مدار أيام السنة.
ندرة الحليب والخبز
شهد يومي عيد الأضحى ندرة كبيرة في مادتي الحليب والخبز بمختلف المدن الكبرى، بحيث شوهد العديد من المستهلكين يتوافدون بشكل متزايد على بعض المخبزات التي استجابت لواجب المداومة، فيما بقيت مخبزات أخرى مغلقة طيلة يومي العيد، كما تمّ تسجيل ندرة حادة لمادة الحليب بالناحية الشرقية للولاية باعتبار الملبنتين المكلفتين بضمان المداومة خلال العيد لا توزعان هذه المادة بذات المنطقة على مدار أيام السنة، وهي المادة التي يتم جلبها من ولايات مجاورة قد يكون الموزعون من تخلى عن واجباتهم المهنية المتعلقة بتوفير هذه المادة للمستهلكين.
وفيما يتعلق بالمواد الغذائية، فقد شوهدت معظم المحلات والمساحات الكبرى مغلقة خلال اليوم الأول من العيد وصبيحة اليوم الموالي، مما فوّت على المستهلكين اقتناء حاجياتهم منها في ظروف مريحة، واضطر العديد منهم الى التنقل لمسافات بعيدة من أجل التموين بمستلزمات العيد، كما بدت عدّة تجمعات تجارية شبه خالية بالنظر الى عزوف الباعة عن فتح محلاتهم و تيقى المقاهي الشعبية فضاءات متميزة لم يتخل أصحابها عن تلبية حاجيات الزبائن لاعتبارات مهنية و أخرى تجارية عديدة يعرفها أهل الاختصاص، أما الشوارع والطرقات فقد قلّت بها الحركة المرورية على غير العادة، بحيث لم يلتزم العديد من الناقلين الخواص بضمان المداومة، ووجد الكثير ممن أقبلوا على السفر صعوبات جمّة للتنقل في مشهد لم يكن منتظرا بالنظر الى حملة التوعية والتحسيس الواسعة التي باشرتها الجهات المعنية بخصوص هذه النقطة عشية عيد الأضحى.