مع اقتراب موعد الدخول المدرسي لاحديث لأولياء تلاميذ الولاية إلا عن هذا الحدث، فبعد أن أفرغت المناسبات والأعراس جيوبهم، خلال شهري جويلية وأوت، فضلا عن العطلة الصيفية، أبدوا تخوفهم الكبير إزاء المصاريف الكثيرة التي تنتظرهم لتلبية حاجيات أبنائهم المتمدرسين، من ألبسة ولوازم مدرسية وكتب وغيرها.
في هذا الصدد، تقول السيدة عوان، ‘بالرغم من إخفاء العديد من أرباب العائلات تخوفهم من كثرة المصاريف التي تنتظرهم إلا أن القلق بادٍ عليهم من هذه الوضعية، والتي قد تدفع بالكثيرين منهم للاستدانة أو حتى الاستعانة بالآخرين، والأمر لا يخص طبقة دون الأخرى بل هذه الحالة تمس كل العمال من المجتمع البجاوي، أي أغلبية الطبقة الشغيلة التي تعيش بمدخولها الشهري، وحتى الفئات الأخرى من التجار وغيرهم، والسبب الجوهري ينحصر في الأزمة التي ضربت أطنابها، وأثرت بصورة تدريجية على المجتمع’. يضيف من جهته السيد عمارة، ‘ الطبقة الوسطى لم تعد قائمة الوجود كما كانت في السنوات الماضية، بل تلاشت واضمحلت وأصبحت بنفس الوضعية بالطبقة الكادحة، حيث نظرا لأهمية الدخول المدرسي في حياة العائلات، فقد شرعت العديد منها في رحلة البحث عن مقتنيات الدراسة من ألبسة وأحذية ومآزر، وأيضا البحث للحصول عن الكتب المدرسية المستعملة من معارفهم وأقربائهم، قصد التخفيف من متاعب المصاريف الثقيلة، ولا شك أن الوضعية بدأت تؤثر بشكل أو بآخر على أرباب العائلات’.
أما فيما يخص أضحية العيد، فإن هذا الموضوع لم يطرح للتفكير أو للنقاش على المستوى الاجتماعي، بحسب السيدة عزوزي التي تقول، ‘أغلبية العائلات يستبعدن هذا الموضوع في الوقت الحالي، والبعض قد عبروا عن استحالة شراء الأضحية هذه السنة، حتى وإن كانت أثمانها رخيصة، ولم يعد ذلك الديكور الذي يصنعه تجار المواشي في الأحياء والمستودعات وحتى الأسواق موجود مثلما كان عليه في سنوات خلت، والسبب غياب القدرة على اقتناء الأضحية، لكن أقول دائما ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..) حيث أن النية موجودة لكن الأزمة جعلت العين بصيرة واليد قصيرة’.
في نفس السياق، يقول السيد حميطوش، ‘لم تعد العائلات تدرك أين الاتجاه وأي مستقبل ينتظرها وينتظر أبنائها، فبعد أن أفرغت المناسبات الدينية، شهر الصيام، عيد الفطر المبارك، العطلة الصيفية، جيوب العائلات، ها هو الآن الدخول المدرسي على الأبواب وعيد الأضحى المبارك، خلال شهر سبتمبر، حتى وإن الأمور مستقرة في الوقت الراهن، إلا أن القلوب حيارى والعقول بدأت تنهار قواها شيئا فشيئا كلما اقترب الدخول الاجتماعي، نظرا لما له من ثقل كبير وكبير جدا، لا الراتب الشهري يكفي لسد المصاريف ولا المنحة المدرسية بإمكانها أن تجدي نفعا، وحتى الاستدانة من الغير أصبحت الحل الأرجح للبعض فقط’.