تشهد مختلف الأحياء والشواطئ والطرقات القريبة من التجمعات السكنية، بتيبازة، هذه الأيام انتشارا رهيبا لأكوام القاذورات التي أضحت تنبعث منها روائح كريهة تقشعرّ منها الأنفس وتشمئزّ منها أعين الناظرين، فيما عجزت بلديات الولاية عن تصريفها في حينها وتخليص المقيمين بجوارها منها.
أفرز توافد أعداد غفيرة من المصطافين من كل ولايات الوطن و من البلديات الداخلية لولاية تيبازة على مختلف الشواطئ عن تحول هذه الأخيرة الى فضاء مفتوح لرمي النفايات والقاذورات وبطريقة يندى لها الجبين بحيث تنبعث منها روائح كريهة لا تحتمل، كما تحوم من حولها أسراب كبيرة من الحشرات اللاسعة التي يمكنها أن تكون سببا في نقل العديد من الأوبئة للمترددين على تلك المناطق، غير أنّ الذي يقبل على مختلف شواطئ الولاية يكتشف عن كثب بأنّ المسالك المؤدية الى هذه الفضاءات وتلك التي تحاذيها أو تجاورها لم تسلم هي الأخرى من انتشار أكوام القاذورات، مما أسهم في تشكيل عدّة نقاط سوداء على حواف الطرق وعلى ضفاف الشواطئ أيضا، مما أفرز ديكورا أسودا يترجم تراخي المصطافين والجهات المعنية بتصريف القمامة، فيما يتعلق بالحفاظ على المحيط البيئي، بحيث يمكن الوقوف على هذه الظاهرة على امتداد شاطئ العقيد عباس بالدواودة و على طول الشريط الساحلي لمدينة بوسماعيل بالناحية الشرقية وعلى امتداد الطريق الولائي رقم 109 المحاذي لشواطئ شنوة والبلج ببلدية تيبازة، اضافة الى شواطئ الناحية الغربية بكل من شرشال وسيدي غيلاس وقوراية والأرهاط والداموس.
الغريب في هذه الظاهرة كون أحياء المدن لم تسلم بدورها من انتشار القاذورات بحيث لم تتمكن البلديات المعنية من التحكم في عملية التصريف بطريقة آلية ولا يقتصر الأمر على الشواطئ و المسالك المؤدية إليها، ويرجع السبب في ذلك بحسب العديد من المصادر المحلية الى كون البلديات حافظت، خلال موسم الاصطياف على نفس الامكانيات البشرية والمادية المتعلقة بتصريف النفايات على غرار باقي أيام السنة، في حين أنّ موسم الاصطياف يشهد توافد أعداد غفيرة من المصطافين تقدّر بأضعاف ما يتم تداوله في الأيام العادية، مما يزيد من وتيرة الاستهلاك و التخلي عن النفايات ولاسيما بالقرب من المناطق الساحلية، بحيث كان معظم رؤساء البلديات الذين سألناهم، مع بداية موسم الاصطياف، عن الامكانيات المسخّرة لمواجهة الظاهرة قد أكّدوا على أنّ القدرات المحلية لا تسمح بتسخير امكانات إضافية وإنّما كان يفترض بأن تدرس هذه النقطة على أعلى مستوى لتمكين البلديات من تصريف القاذورات التي يمكنها أن تكون مصدر إزعاج صحي أو نفسي للمصطافين.