أسفر التوافد الكثيف للمصطافين على المنطقة الغربية لتيبازة، هذه الأيام عن اختناق مروري حاد، بمدينة شرشال وضواحيها، حيث يقضي أصحاب المركبات أحيانا ساعتين كاملتين لعبور مسافة لا تزيد عن 5 كلم، فيما لا تزال مختلف الجهات المعنية تتقاذف المسؤوليات عن الظاهرة، من حيث كونها تتكرّر كلّ موسم اصطياف دون أن تجد لها ذات الجهات حلا مقنعا.
يكمن مشكل مدينة شرشال في كونها تقع عند نهاية الطريق السيار الذي يربطها بالعاصمة، وهو الطريق الذي تسلكه أعداد كبيرة من المركبات المتوّجهة الى الناحية الغربية للولاية، قبل أن يباغتها مشكل الاكتظاظ المروري على مستوى منطقة وادي البلاع، أين تمّ نصب عدد كبير من الممهلات والتي ساهمت هي الأخرى في تعقيد الوضع، إلا أنّ رئيس بلدية شرشال، موسى جمال، أشار بخصوص هذه النقطة الى أنّه لولا هذه الممهلات لحدثت الكوارث التي لا يحمد عقباها على مستوى المدخل الشرقي للمدينة، دون إعطاء تفسير مقنع لذلك، ليتشكّل بذلك ديكور يومي وطوابير طويلة من المركبات و تمتد من وادي البلاع شرقا الى وادي الحمام غربا، مرورا بمختلف أحياء المدينة المحاذية للطريق الوطني رقم 11 حيث يضطر أصحاب المركبات للمكوث في القافلة فترات طويلة تتجاوز الساعتين أحيانا بالنظر الى انسداد حركة المرور.
دون أن تتمكن الجهات المعنية من إيجاد مخرج لها يمكنه أن يكون متنفسا مريحا للسائقين ومرافقيهم. غير أنّ العارفين بشؤون الثقافة المرورية ممّن سألناهم عن القضية، أشاروا الى أنّه كان بالامكان التعامل مع الموضوع بصفة مباشرة وسلسة من لدن السلطات المحلية، من خلال منع التوّقفات العشوائية على حواف الطريق الوطني، رقم 11، على امتداد المدينة بمعية مداخلها ومخارجها، إضافة الى تنظيم مختلف أوجه التجارة على أرصفة المدينة لتمكين الراجلين والمركبات من المرور بشكل سلس و دون معاناة، غير أنّ الواقع يشهد بأنّ أجزاء كبيرة من ذات الطريق لا تزال تعتبر على مدار السنة مواقف محروسة للسيارات، يستغلها بعض الشباب الذين يشهرون في وجه سائقي المركبات تذاكر لحقوق استغلال المكان، متذرعين بحيازتهم على تراخيص من البلدية لممارسة ذات النشاط.
هذا الواقع المر الذي يعيشه سكان المنطقة الغربية للولاية والراغبين في التنقل للناحية الشرقية تمخّض عنه امتعاض شديد وتذمّر كبير، مما يحصل بحيث أكّد بعضهم على أنّهم أصيبوا بالإحباط في أكثر من مرّة، عقب تعرّض ابنائهم لتأثيرات جانبية لأشعة الشمس الحارقة، كما أكّد آخرون على أنّهم كثيرا ما ضيّعوا مواعيدهم المتعلقة بالمستشفيات والولائم العائلية بسبب هذه المشكلة، وتبقى هذه الحالات مجرّد عينات قليلة، ممّا يحصل يوميا بهذا المقطع من الطريق الوطني رقم 11 من معاناة يتجرّعها المواطن بمرارة شديدة.
بالنظر الى استمرار ظاهرة الاختناق المروري لسنوات عديدة، لاسيما خلال موسم الاصطياف، دون أن تجد لها الجهات المعنية حلا مقنعا ومقبولا من لدن الجميع، فإنّ الأنظار تتّجه حاليا لمشروع الطريق الاجتنابي بالجهة الجنوبية للمدينة والذي شرعت في انجازه مؤسسة صينية، منذ مطلع العام المنصرم و كان من المرتقب بأن يفتتح جزء منه، خلال الشهر القادم، غير أنّ مصادرنا الموثوقة، أكّدت على أنّ ذات المشروع شهد مؤخرا تطورات سلبية لها علاقة مباشرة بالواقع الاقتصادي، ومن ثمّ فقد أثّر ذلك بشكل مباشر على مواعيد الانجاز التي يرتقب بأن تتأخر نسبيا، عمّا كان متفقا عليه من ذي قبل لتتواصل بذلك معاناة عابري الطريق الوطني رقم 11 على امتداد مدينة شرشال الى إشعار آخر.