يستقبل مركز الوسيط لمعالجة الإدمان بسيدي بلعباس حوالي 30 مريضا شهريا بمعدل خمس إلى ست حالات جديدة، وهو العدد الذي تضاعف بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الأولى لإفتتاح هذا المرفق حيث كان يستقبل من أربعين إلى خمسين مريضا فقط طيلة السنة.
يرجع السبب إلى الإرتفاع المسجل في عدد المدمنين وإلى المجهودات المبذولة من قبل الطاقم الطبي المتكون من أطباء ونفسانيين متخصصين تمكنوا من التكفل بعديد الحالات وهو ما شجع مرضى آخرين على الإلتحاق بالمركز، حيث يبلغ عدد الذين تم إستقبالهم خلال السنة الماضية 2015، حوالي 643 مريض مصاب بمختلف أنواع الإدمان، كإدمان المخدرات، الكحول، والتدخين، حيث يقوم الفريق الطبي بإستقبال المرضى وتشخيص حالتهم مع التركيز أكثر على وضعيتهم النفسية ومحاولة خلق نوع من الثقة المتبادلة بين الطرفين لجعل المريض يواصل علاجه وبصفة منتظمة باعتبار أن المركز لا يعمل بنظام الإقامة، وهو ما يدفع بالأطباء إلى استعمال تقنيات وأساليب علاجية نفسية حديثة لإقناع المريض بالمداومة على العلاج بالمركز،ليتم بعدها إرسال المريض لإجراء تحاليل على مستوى مخبر مستشفى سيدي الشحمي لعلاج الإدمان بهدف تحديد درجة التسمم في دم المريض ومن تم إخضاعه للعلاجات المناسبة من خلال إنقاص الجرعات تدريجيا وإستعمال البدائل مع ضمان مرافقة نفسية مكثفة لتشجيع المريض على المواصلة وعدم الإستسلام، هذا ويؤكد الأخصائيون أن للوسط العائلي دور جد هام لمساعدة المريض المدمن في التخلي عن إدمانه من خلال تشجيعه والرفع من ثقته ومعنوياته للإستمرار في العلاج بدليل أن العديد من الحالات التي لا تلقى الدعم الأسري تعود للإدمان مباشرة، وقد تصل حد الإنتحار بعد رفضها من قبل محيطها العائلي أو التحول إلى ما يسمى بالإنتقام المجتمعي من خلال ممارسة مختلف أنواع السلوكات الإجرامية والعدوانية. هذا ويقوم الأخصائيون وبالموازاة مع التكفل بعلاج المريض أيضا بإعادة تصحيح سلوكاته وعلاقاته الإجتماعية لتمكينه من مواصلة حياته بصفة جد عادية بعد الشفاء من الإدمان.
وللإشارة فإن عديد الجمعيات الشبانية قامت بالتكثيف من حملاتها التوعوية والتحسيسية حول مخاطر المخدرات والإدمان على الفرد وعلى المجتمع وهو ما قامت به أيضا مصالح الأمن بعد تسطيرها لبرنامج ثري بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، حيث نظمت حملات توعوية وتحسيسية بشارع المقطع خلال السهرات الرمضانية ومعارض تضم صورا وإحصائيات عن نشاط فرقة مكافحة المخدرات،هذه الأخيرة التي تحصي أكثر من 163 قضية متعلقة بحيازة المخدرات خلال السداسي الأول من سنة 2016 ، تورط فيها 253 شخص تم توقيفهم وتقديمهم أمام النيابة التي أمرت بإيداع 192 شخص منهم الحبس. كما قامت بحجز كمية معتبرة من المخدرات والأقراص المهلوسة والتي بلغت في مجموعها 3207 قرص مهلوس من مختلف الأنواع إضافة إلى 15 قارورة سائل مهلوس، ناهيك عن حجز ما يقارب 24 كلغ من الكيف المعالج.