الإسمنت المسلح يزحف نحو أوقاس

تخــوف من استمـرار انجاز البناءات الفوضوية

بجاية: بن النوي توهامي .

تعتبر منطقة أوقاس ذات الطبيعة الخلابة، نكتشفها عندما نتجاوز حدود بلدية تيشي، وتبدو لنا قلعة «لاكونتاس»، الذي يعتبر تحفة معمارية في غاية الجمال والابداع، والذي تمّ بناؤه في القرن الماضي، على حافة الطريق الوطني رقم 09.
وهي إحدى المناطق السياحية التي يتوافد عليها السياح إلى شواطئ  أوقاس الجميلة، هذه القلعة المحاطة بمنطقة غابية، كانت يوما ما فندقا  لعدة سنوات، وكانت تسيره مديرية الشباب والرياضة، ثم تمّ تحويله إلى  دار للشباب يحتوى على  جميع المرافق والخدمات الضرورية، وذات طاقة استيعاب بحجم 100 سرير.
وما يزال إلى حدّ الساعة عبارة عن مجرد ورشة لم تنته به الأشغال، أضف إلى ذلك أنه من المؤسف عندما نرى السهول الخضراء قد جرى عليها الزمن، وغطاها الاسمنت المسلح، وتغيرت معالم المنطقة إلى الأسوأ.
والزائر يلاحظ أن البنايات الجديدة قد صنعت ديكورا، لا يتماشى مع طبيعة المنطقة التي هي في الأصل سياحية بالدرجة الأولى، حيث إن السلطات العمومية كانت قد تمكنت من استرجاع بعض الأراضي لتحويلها بعد ذلك إلى منطقة صناعية للحرف أو الصناعة التقليدية «بتالة خالد»، أما فيما يخص الواجهة الطبيعية عند مدخل أوقاس، هي الصورة العاكسة لجمال المنطقة، التي تجمع بين زرقة مياه الشواطئ والغطاء الأخضر الذي يحيط بهذه المنطقة الرائعة، وهي بهذه النمطية تشكل فسيفساء من نوع خاص، تجذب إليها أنظار السياح والزوار، مما يجعل رجوعهم لمرات عديدة أكثر منضرورة من منظور الاستمتاع والاستجمام.
إن تشكيل الطبيعة بهذا الشكل يجعل منها منطقة سياحية بالدرجة الأولى، خاصة وأن شواطئها الجميلة على غرار تابلوت، تيخروبين، أمرزاق، عينسا، تارمانت وأعليوان، كلها تمثل أماكن ساحرة برمالها الذهبية، كما أننا لا ننسى أن الأسماء التي تحملها هذه المناطق يعود بنا الزمن إلى العصور الغابرة مثلا أوقاس كانت تسمى «موزلبي»، كاب أوقاس كان يدعى واد المرسى في زمن الاستعمار، بجاية (صلداي في زمن الرومان وبوجي في الفترة الاستعمارية)، وهذا بحدّ ذاته يشكل تنوعا ثقافيا وإرثا حضاريا  يفتخر به كل جزائري، نظرا إلى حضارته التي يستمدها من الزمن الماضي، وبالماضي نصنع الحاضر.
ورغم هذا العطاء الرباني، إلا أن المنطقة ما تزال تشكو من التهميش، بدليل أن التنمية المحلية ما تزال تراود مكانها، ولم تخرج بعد من التخلف والنسيان، فهي اليوم تحتاج إلى إعادة النظر في المشاريع التي تنجز وفي الورشات التي يراد بها أن تسيء إلى طبيعتها السياحية، كالبناءات الإسمنتية التي تظهر بين الحين والآخر على حساب جمال المنطقة، ويمكن للدولة أن تطور هذه المنطقة لتحولها إلى جنة رائعة تستهوي كل من يزورها ولو للحظة صغيرة، حيث تشكو نقائص تتمثل في تفتقر لمرافق سياحية، وخدمات ذات المعايير العالمية، ولاشك أن من يراها اليوم، سيقول عنها أنها مجرد ربوة منسية، وللإشارة، فإن سكان بلدية أوقاس يطالبون الدولة بالإلتفات إليهم في أقرب وقت، قصد ترقية منطقتهم والاستثمار فيها بغية توفير مناصب عمل، وإدراك التأخر المسجل في المجال التنموي.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024