لم يخف المرحلون الجدد بالعاصمة من الأحياء القصديرية والبنايات الهشة سعادتهم وارتياحهم الشديدين لصيامهم لأول مرة رمضان في بيوتهم الجديدة والتي وصفوها باللائقة والمحترمة، غير ان بعضهم ابدى قلقه نتيجة عزلة الاحياء وافتقارها للمرافق الضرورية كالمحلات والاسواق الجوارية، والفضاءات الترفيهية التي تعد اكثر من ضرورية في شهر الصيام.
لم احس بحلاوة صيام رمضان مثل ما أحسست به هذه السنة، الصيام في بيوت لائقة افضل بكثير من الصيام في بيوت الزنك والترنيت، هي عبارات رددتها العائلات المرحّلة بالعاصمة والتي تصوم اول رمضان لها في اماكن محترمة بعد ان عانت الويلات في بيوت تفتقر لأدنى متطلبات الحياة الكريمة.
الشعب ارتأت مشاركة هذه العائلات فرحتها في شهرت الصيام، وقامت بزيارة الى كل من حي 2000 مسكن بالأربعاء وحي 4000 مسكن بكوريفة لا ستطلاع ارائهم حول الفرق مابين رمضان هذا العام ورمضان السنوات الماضية، فأجمعت كلها على انها تحس وكأنها تصوم رمضان لأول مرة، خاصة وان البيوت محترمة وتحتوى على كل الضروريات وهو الأمر الذي اكدته لنا «سعاد» التي رحلت من حي بومعزة الى بلدية الاربعاء حيث قالت بأن حياتها قد تغيرت جدريا منذ ان رحلت من الغرفة الضيفة التي كانت تعيش بها رفقة بناتها وزوجها،
مشيرة إلى أن رمضان هذه السنة له ميزة خاصة كونها اصبحت تملك مطبخا لائقا تقوم فيه بطهي اشهى الاطباق لعائلتها واصبحت تجتمع مع أبنائها حول مائدة الافطار لأنها في السابق كانوا لا يقومون بذلك بسبب ضيق المكان، غير انها اعابت المنطقة التي رحلوا إليها غياب لمتطلبات الحياة كالمحلات التجارية والاسواق وكذا النقل.
من جانبها لم تخف السيدة يحياوي التي رحلت الى حي الفلاح القصديري بالمقرية فرحتها بعدما تمّ ترحيلها من البيت القصديري الذي كانت تقطن به على ضفاف وادي شايح مشيرة بأنها قامت باقتناء كل شيء جديد من اثاث وأواني منزلية بمناسبة صومها رفقة عائلتها لأول مرة في منزل جديد مفيدة بأنها في السابق كانت لا تسطيع اقتناء أي غرض بسبب ضيق المكان. نفس الشيء لمسناه عند عائلة رعاش التي رحلت من حي النخلة بباش جراح الى حي 2000 مسكن بالأربعاء، حيث اكد لنا افرادها فرحتهم بالشقة الجديدة التي بفضلها لم شملهم واستطاعوا الافطار حول مائدة واحدة بعد ان كان منزلهم القديم لا يسعهم، مؤكدة بأن الحي يحتوي على كل الضروريات من مرافق ومحلات واسواق مشيرة بأنه تم مؤخرا افتتاح فضاء تجاري بالقرب من الحي تتوفر به جميع المنتوجات.
والغريب في الأمر هو رأي الشباب الذي يرى بنّة رمضان - حسبهم - بطريقة أخرى، وهي محلات «الدومين «و»الكارطا «والسهرات الرمضانية، حيث اكدت لنا احدى السيدات بأن ابناها وبمجرد الانتهاء من وجبة الفطور يفرون مباشرة الى حي النخلة بباش جراح لقضاء سهرات رمضان نظرا لافتقار حي 2000 مسكن بالاربعاء للفضاءات الترفيهية .
نفس الرأي ردده على مسامعنا حمزة الذي اكد بأن غياب الفضاءات الترفيهية والمحلات التجارية بالحي السكني الجديد 4000 مسكن بكوريفة الحراش هو الأمر الذي نغص عليهم فرحة قضاء شهر الصيام في شققهم حيث أجمع الشباب المرحّلون الى هذا الحي على أن الأحياء التي كانوا يقطنون بها أفضل وأرحم بكثير من هذه الأحياء، لافتقارها إلى محلات الدومين والكارطة والأجواء الرمضانية، وكذا المحلات التجارية التي تبقى مفتوحة إلى غاية وقت السحور، في حين أجمعت عائلات أخرى على حلاوة العيش بالشقة الجديدة بعد المعاناة التي تكبدوها مع بيوت الزنك والقصدير.