أعرب العديد من رواد سوق الرحمة الوحيد بالحي الإداري لتيبازة عن تذمرهم من مستوى الخدمات المقدمة هذه السنة سواء تعلق الأمر بالأسعار المتداولة أو السلع الموفرة والتي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان.
وأكّدوا لـ’الشعب» على أنّ الأسعار المتداولة هناك هي نفسها تلك التي يتم تداولها بمختلف أسواق التجزئة وفضاءات البيع بمختلف جهات الولاية ولم يتم تسجيل الاضافة النوعية التي كانت منتظرة، فاللحوم الحمراء تسوّق بسعر 1350 دينار للكلغ الواحد في حين أنها تباع خارج الأسواق بـ1300 دينار فقط، كما ان اللحوم البيضاء تسوّق بـ240 دينار للكلغ و هو نفس السعر خارج السوق، فيما تبقى أسعار الخضر والفواكه التي تسوّق هناك هي نفسها تلك التي تعتمد في جهات أخرى. وقد تكون أعلى منها أحيانا كما هو الشأن بالنسبة للكوسة التي تباع بـ60دينار في حين يصل سعرها الى غاية 40 دينار خارج أسوار السوق والأمر نفسه بالنسبة لفاكهة المشمش التي تسوق بسعر 100 دينار مقابل 80 دينار خارج أسوار السوق مع تسجيل أمثلة أخرى كثيرة تبرز عدم تحقيق عملية انشاء سوق الرحمة بمناسبة شهر رمضان لآمال المستهلكين.
أما عن نوعية السلع المعروضة فقد أكّد العديد من المستهلكين أنّ قسطا وافرا منها تفتقد للنوعية المطلوبة ولا ترقى لأن يحتفظ بها لأكثر من يوم أو يومين وأنّ بعضها لا تصلح للاستهلاك أصلا بحيث أشارت إحدى المستهلكات الى أنّها تراجعت عن استهلاك حليب الأكياس المقتنى من السوق لكونه مميّها إلى درجة كبيرة وطالبت مصالح التجارة بالتدخل لدى المنتج لمراقبة نوعية هذه المادة الحيوية كما أشار أحد المستهلكين الى كونه اضطر الى رمي أكبر جزء من فاكهة المشمش التي اقتناها من السوق عقب الافطار مباشرة بالنظر الى كونها تعرّضت لغزو شرس من لدن الديدان، فيما أكّد الباعة على أنّها من أجود النوعيات، وتبقى هذه الحالات مجرّد عينات لنوعيات السلع ليس إلا.
تجدر الاشارة، الى أنّ ذات السوق يستقبل مستهلكين وزبائن من مختلف جهات الولاية على غرار ما حصل خلال السنوات الفارطة، وذلك عقب فشل مشروع فتخ أسواق مماثلة بكل من بوسماعيل وشرشال لتخفيف العبء على سكان الناحيتين الشرقية والغربية من الولاية بحيث تبادلت الجهات المعنية التهم فيما يتعلق بتحديد المسؤوليات المرتبطة بالمساهمة المباشرة في فتح السوقين ولم تتوصل بعد الى ايجاد حل توافقي لهذه المعضلة التي برزت الى الأفق بصفة مفاجئة مع حلول شهر رمضان لتجعل من المواطن البسيط ضحية على طول الخط، في حين أكّد رئيس جمعية حماية المستهلك والبيئة «حمزة بلعباس» على إصرار بعض الجهات على التخلي عن التزاماتها بدون سابق إشعار وعقب إجراء سلسلة من المشاورات والتحضيرات الماراطونية التي دامت أكثر من شهر، الأمر الذي يراه محدثنا ضربا لرابطة الثقة التي تربط المواطن بالادارة في الصميم لاسيما وأنّه تمّ الاعلان رسميا عن إنشاء 3 أسواق تضامنية هذه السنة بكل من بوسماعيل وتيبازة وشرشال عشية حلول رمضان، وأكّد محدثنا أيضا على أنّ المشروع تعرّض لعرقلة في وقت حسّاس جدا ممّا عرّض مصداقية الفاعلين الذين التزموا تجاه المواطن لهزّة عنيفة يصعب تقدير عواقبها.