بالرغم من انخفاض حصة المساحات المزروعة بالحبوب خلال الموسم الجاري بأكثر من ألفي هكتار مقارنة مع الموسم الفارط، ترتقب المصالح الفلاحية جني أكثر من 570 ألف هكتار من الحبوب من مختلف الأصناف بمتوسط مردود يقدر بـ30 قنطارا للهكتار الواحد.
يرجع الفضل في هذه الطفرة النوعية إلى عدّة عوامل، ترتبط بمناهج رعاية الفلاحين لمحاصيلهم، تأتي في مقدمتها عملية تنصيب الشباك الوحيد لخدمة المزارع على مستوى مخزن الحبوب لحجوط، بما يسمح للفلاح المزارع قضاء انشغالاته المتعلقة بالشروع في عملية الزرع في ظرف قياسي، بالنظر إلى توفير خدمات شاملة لمختلف المصالح المعنية بذات الشباك، الأمر الذي يعفي المزارع من التحول من منطقة إلى أخرى.
كما ساهم قرض «رفيق»، خلال السنوات الأخيرة، في دفع المزارعين إلى إعطاء اهتمام أكبر لهذه الشعبة بحق. وأشارت مصادرنا إلى اعتماد 125 ملف بهذه الصفة خلال الموسم الفلاحي الجاري، مقابل 104 ملف خلال الموسم الفارط و88 ملفا خلال الموسم الذي سبقه. وتندرج هذه الخطوات مجتمعة ضمن مساعي القطاع لتطوير هذه الشعبة الاستراتيجية.
ويشير مصدرنا من مديرية الفلاحة بالولاية، إلى أنّ المساحات المزروعة بهذه الشعبة انخفضت من 19786 هكتار الموسم الفارط إلى 17560 خلال الموسم الجاري، بحيث تمّ تخصيص 2662 هكتار لإنتاج البذور، فيما تعنى المساحة المتبقية بالاستهلاك المباشر، مع الاشارة إلى أنّ المحاصيل المنتجة تعتبر من بين أحسن النوعيات على المستوى الوطني. ويحظى القمح الصلب بحصة الأسد بـ124442 هكتار ما سيسمح بتحصيل 390 ألف قنطار، في حين تم زرع 3171 هكتار من القمح اللين ما سيسمح بتحصيل 139 ألف قنطار مقابل 40 ألف قنطار من مادة الشعير التي خصصت لها مساحة 1784 هكتار. مع الاشارة إلى تسجيل ذات المصالح لإنتاج فاق عتبة 600 ألف قنطار خلال الموسم الفارط، بالرغم من شح مياه الأمطار طيلة شهري أفريل وماي.
أما عن قدرات التخزين الفعلية التي يمكن للفلاحين الاستفادة منها، فقد أشارت مصادرنا إلى أنّ الهيئة المعنية بهذه العملية عمدت إلى الرفع من طاقة التخزين منذ الموسم الفارط، مع السهر على اعتماد توزيع جغرافي للمخازن المتوفرة وفقا للخارطة الفعلية للمساحات المزروعة، في بادرة تهدف إلى تخفيف الضغط على المخازن وتمكين الفلاحين المزارعين من تخزين منتوجهم في ظروف مريحة، بحيث يسع المخزن الرئيس بحجوط لـ153 ألف قنطار، مقابل 100 ألف قنطار لمخزن بوركيكة و20 ألف قنطار لمخزن شرشال، إضافة إلى 60 ألف قنطار لمخزن الحطاطبة الذي تمّ استحداثه منذ الموسم الفارط، ما سيسمح بضمان طاقة إجمالية تصل إلى 273 ألف قنطار. مع الإشارة إلى كون معظم الفلاحين يحتفظون بكميات كبيرة من محاصيلهم دون الإقدام على إيداعها لدى مراكز التخزين لحاجة في نفس يعقوب. ولم تتجاوز كمية الحبوب المخزنة، العام المنصرم، حدود 250 ألف قنطار، بالرغم من كون الموسم كان قد شهد إنتاجا قياسيا. وقالت مصادرنا إنّ الفلاحين يعمدون في الكثير من الحالات إلى تسويق المحاصيل بالسوق السوداء بأسعار تتجاوز تلك التي تمنح لهم على مستوى المخازن، مما يؤهلهم للحصول على تعويضات مالية إضافية.