يناشد رب عائلة من 7 أفراد السلطات المحلية بمعسكر التكفل بقضيته بعين الرحمة والشفقة، بعد أن تعرضت عائلة السيد شنتوف حبيب صاحب 83 سنة إلى الطرد من السكن الذي كانت تشغله منذ السنوات الأولى للاستقلال بشارع عبد القادر بالصديق بحي بابا علي، بأمر المحكمة التي أمرت بإخلاء السكن وكل شاغر بإذنه وتحويل المسكن لصالح ورثة العائلة المالكة.
الأمر الذي رضخ له رب العائلة العجوز وأجبره على الخروج للشارع يفترش الأرض في آخر عمره برفقة بناته اللواتي لم يسعفهن الحظ في الاستقرار ببيت الزوجية فيتمكن على الأقل من إيواء والدهم الذي قابلنا بوجه شاحب عصفت به الظروف لتزيد أمراضه المزمنة قضيته محل الموضوع غبنا ومأساة، رافضا قطعا الحديث عن قضيته بسبب قواه النفسية والجسدية التي خرت أمام وضعه العائلي والاجتماعي المزري.
ولعلّ القصص الاجتماعية الحزينة تتشابه إذا ما تعلقت بأزمة السكن، لكن هذا العجوز الاسكافي كفّ عن سرد قضيته التي أثارت الرأي العام المحلي بمعسكر وشوشت مساعيه للحصول على مسكن يأويه وبناته، حيث قدم العجوز المسن وفق ما جاء على لسان إحدى بناته، ملفا أمام مصالح دائرة معسكر قبل عشرية كاملة للاستفادة من السكن، لكن وضعه بقي على حاله بل زاد سوءً بعد أن تقرر عليه إخلاء السكن الذي يشغله.
ويكفل الاسكافي شنتوف حبيب ابنتين مطلقتين وحفيدات إحداهن معوقة ذهنيا وحركيا، بما استطاع أن يوفره لهن من رغيف وقوت يومي ويخفض لهن جناح الرحمة والحماية التي تستوجب على كل والد في الدنيا أن يفرضها حضوره لحماية عائلته، وقد لا يتحقّق ذلك غالبا إذا ما غاب سقف بيت يقيهم من حرّ الصيف وقساوة الشتاء، حيث تتربص بهذه العائلة شديدة العوز كل المخاطر ليلا في حي شعبي تكثر فيه الاعتداءات.
وتضطر بنات العجوز شنتوف حبيب صاحب 83 سنة إلى إسناد ظهورهن على والدهن المريض وتلجأن إلى طرق أبواب جيرانهن، في وضع يختلف بؤسا ومرارة عن كل المشاهد الإنسانية المروعة وكفّ فيه أهل الخير عن العطاء ودون التفاتة طيبة تذكر، حيث جاء نداء العائلة من خلال «الشعب»، تلتمس من ذوي البر والإحسان وكل يد لها دخل مباشر في رفع الغبن عن عائلة شنتوف حبيب الاسكافي وانتشالها من مصابها في موسم ديني عظيم.