يرى المستهلك نفسه اليوم مطالب بضرورة التحلي بالتقشف، وتطبيق سياسة ترشيد الاستهلاك، هذه السياسة التي باتت حتمية تفرض نفسها على المستهلكين، وكان لا بد من البحث عن الحلول الناجعة خاصة في ظل غلاء المعيشة، من أجل تخطي هذه الأزمة ومسايرتها للتخفيف من حدة الأضرار التي يمكن أن تنجم عن ذلك.
وفي هذا الصدد أكد السيد مانش من جمعية حماية المستهلك ببجاية، لـ «الشعب»، على هامش يوم دراسي احتضنته، دار الشباب بأميزور، «ترشيد الاستهلاك كان أول هذه الحلول السليمة، ولتهيئة أرضية مناسبة لتطبيق هذه السياسة، كان لا بد من الوصول إلى توعية المواطنين، بأهمية ترشيد الاستهلاك التي تنعكس إيجابا على الفرد والمجتمع في آن واحد، وتصبح بذلك ثقافة يتبانها الجميع لتحقيق الصالح العام».
من خلال حث المستهلكين على ضرورة تطبيق ثقافة استهلاكية، وذلك باطلاعهم على كامل حقوقهم، ومكافحة وفضح كل المعاملات التجارية التي تمس بمصالحهم المادية والمعنوية.
وارتفاع القدرة الشرائية وغلاء المعيشة اليوم، أضحى واقعا يفرض نفسه على المستهلك بصفة عامة لذا بات من الضروري اكتساب ثقافة استهلاكية واعية، تمكن المواطن من حماية نفسه، وانتهاج أسلوب عقلاني في تحديد المصاريف وفق مدخوله الشهري الذي يتقاضاه.
ومن جهتها أكدت السيدة بدرينة، «نلاحظ ارتفاع أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية سواءً الغذائية أو الصناعية، ومن جهة أخرى تكاد سياسة ترشيد النفقات تنعدم، بسبب سوء تحديد الأوليات لدى بعض المواطنين وعدم تنظيم مدخولهم، وعلى ضوء هذه المعطيات كان من الضروري أن تعمل الجمعيات على تحسيس المستهلك وتوعيته المستمرة ليكون مطلعا على حقوقه ويدافع عنها، وعن مصالحه المادية والمعنوية، وذلك من خلال انخراطه في هذه الجمعيات لأنها تحميه وتدافع عن مصالحه.
وما يغيب عن بعض المواطنين هو عدم مراقبة مدة صلاحية بعض المواد الاستهلاكية، بالرغم من أنهم المسؤول الأول في شراء مستلزمات البيت عامة والمطبخ خاصة، وعليهم أخذ وقتهم أثناء التسوق ومراقب تاريخ صلاحية المواد الاستهلاكية بتمعن، مع تجنب دائما الأسواق الفوضية التي تروج سلعا منتهية الصلاحية وسيئة النوعية».
السيدة إدير تقول في نفس السياق، أنها تتوخى الحذر دائما عند اقتناء مشترياتها لأنها ترى نفسها المسؤول الأول على صحة أفراد أسرتها، فهي تقول أن المشكل لا يكمن الأسواق المحلية، فهي تعرض خضرا وفواكه موسمية ذات جودة، وحتى اقتناء اللحوم البيضاء والحمراء، فهي تقصد من هم أهل الثقة في هذا المجال، إلا أن المشكل يظهر خاصة عند شراء المعلبات، حيث يجب مراقبتها بتأني ودقة، وكذلك نفس الأمر فيما يتعلق بشراء العصائر، المصبرات، والمخللات وغيرها، كما يجب الانتباه عند شراء المطهرات ومواد التنظيف.
أما الآنسة نجيدة أكدت، بأنها دوما ترافق والدتها عند شراء أغراض البيت، وقد أكدت لنا أنها تراقب مدة صلاحية المواد التي تشتريها والدها، خاصة شراء التوابل، بتجنب شراء تلك المعروضة في الأسواق، وهي مكشوفة لغبار الطريق والجراثيم المنتشرة في الهواء ضف إلى ذلك عدم وجود أي علامة تدل على صلاحيتها، فهي معروضة بشكل فوضوي ينعدم إلى أدنى شروط النظافة والصيانة، وتضيف، أنه لشراء التوابل دائما يختارون المحلات الكبرى، التي تتوفر فيها المواد الاستهلاكية ذات النوعية الجيدة مغلفة وبتاريخ صلاحية واضح، وبذلك تضمن صحة أفراد أسرتها.