يرتقب أن تنطلق في الفاتح جوان المقبل قافلة التوعية والتحسيس من التداعيات السلبية لظاهرة التبذير، لتجوب مختلف ربوع ولاية تيبازة بمشاركة مختلف الفاعلين في الميدان كمصالح التجارة واتحاد التجار والحرفيين والحماية المدنية وجمعية حماية المستهلك وبيئته.
وحسب مدير قطاع التجارة بالولاية « السيد حجال محمد» فإنّ القافلة التي يتم تنظيمها بالتنسيق مع عدّة جهات فاعلة أخرى تعنى بتجنب التبذير بالدرجة الأولى لاسيما وأنّ النمط الغذائي للجزائريين يعتمد على الرفع من وتيرة الاستهلاك خلال شهر رمضان الذي تتزامن معه ذات التظاهرة، في حين تبقى أوجه عرض المنتجات هي نفسها تلك التي تشهدها باقي فترات السنة، مما يسفر عن حدوث اختلال في معادلة العرض والطلب وجنوح الأسعار نحو الارتفاع إلى درجات عليا قد تصل أحيانا إلى مستويات جنونية لا تحتمل، كما تسفر ظاهرة التبذير أيضا عن التخلي عن كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية كالخبز والخضروات مثلا بحاويات رمي النفايات الأمر الذي يتنافى وطبيعة المجتمع الجزائري المحافظ، ومن التداعيات السلبية للظاهرة أيضا بروز عدّة فوارق إجتماعية بالنظر إلى عدم قدرة عدّة فئات إجتماعية على اقتناء منتجات استهلاكية يرتبط استهلاكها بشهر رمضان باعتبارها باهضة الثمن بفعل ندرتها بالسوق.
وحسب محدثنا دائما فإنّ العائلات الجزائرية تعوّدت على اقتناء كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية عشية حلول شهر رمضان لغرض تخزينها بالبيوت واستهلاك أكبر قدر منها خلال الشهر الفضيل، ناهيك عن ارتفاع وتيرة الاستهلاك خلال هذا الشهر الا أنّ القضية لا ترتبط بالاستهلاك في حدّ ذاته بقدر ما ترتبط بالتبذير
والتخلي عن كميات كبيرة من المواد على شاكلة نفايات كان من الأجدر تركها لمستحقيها بمختلف الأسواق وعدم جلبها أصلا، ومن بين العوامل التي تفرزها ظاهرة التبذير وتثقل كاهل المستهلك خلال هذه الفنرة تعاقب مناسبات رمضان
وعيد الفطر والأعراس والدخول المدرسي وكذا عيد الأضحى المبارك وهي كلها تقتضي صرف المزيد من الأموال الأمر الذي لا تطيقه العائلات المتوسطة
والضعيفة الدخل، وقد يكون التبذير عاملا مهما في تطور الأمور سلبا في هذا الجانب.
ومن المرتقب بأن يعقد اجتماع تقني على مستوى مديرية التجارة يضمّ مختلف القطاعات المشاركة بالقافلة لوضع اللمسات الأخيرة لسيرورة القافلة، بحيث يرتقب أن يتم اعتماد مجمل الوسائل والدعائم الإعلامية التي بوسعها إيصال الفكرة إلى أكبر قدر ممكن من سكان الولاية إلى غاية العاشر من جويلية القادم.